الوثيقة

أزمة داخلية في سوريا بسبب تجارة المخدرات

الوثيقة

الفساد المنهجي والواسع النطاق في مناطق نظام بشار الأسد، والسطوة على الحياة العامة في المناطق الخاضعة لسيطرته، حوّل البلاد إلى ساحة لتصنيع وتجارة المخدرات، والتي بحسب تقديرات دولية أصبحت تنتج ما يقدر بـ80% من إنتاج الكبتاغون العالمي.

هذه التجارة السوداء سمحت بضمان استمرارية النظام ولم يجني منها الشعب السوري سوى الخراب والدمار والعقوبات الإقتصادية والعزلة الدولية، لما تشكله من خطر على أجيال الشباب سواء في الدول العربية أو الغربية، الذين يغرر بهم لتعاطيها. ويعتبرها نظام الأسد تجارة عائلية، كتجارة الحليب أو المواد الغذائية، تشارك فيها العائلة بكاملها، بدءًا بشقيق الأسد، ماهر، وابن عمه وسيم بديع الأسد، و سامر كمال الأسد ابن عمه كذلك، وخالد ناصر قدور المرتبط بماهر الأسد، وغيرهم الكثير من حاشيته، إضافة إلى أشخاص آخرين بينهم تجار مرتبطون بميليشيا حزب الله اللبناني.

ولكن خطورة الأمر في الداخل السوري تطورت إلى حد تقويض أمن المواطنين العزل، فقد أصبح السوريون يعانون من الاقتتال المستمر بين "حيتان التهريب" التابعة للأسد، التي تقوم بتصفية بعضها البعض من أجل النفوذ وفي غالب الأحيان بسبب خلافات عائلية، في منطاق عامة، وكأنها المافيا الإيطالية ولكن في سوريا، والتي تسفر عن سقوط مدنيين وأبرياء بسبب إطلاق الرصاص بشكل طائش.

وبالنظر إلى مستجدات الاحداث، فقد أفادت الأنباء الاخيرة الواردة من الساحل السوري باشتعال الأحداث الأمنية بين المتنفذين من عائلة “الأسد”، وسط تكتم ملحوظ من النظام وماكيناته الإعلامية والأمنية على ما يجري هناك.

وحسب الأنباء الواردة، فإن تجار المخدرات و”حيتان التهريب” بدأوا بمحاولة تصفية بعضهم البعض، وذلك على مرأى ومسمع من أجهزة أمن النظام التي لا تتجرأ على التدخل ووضع حد لما يجري من تطورات أمنية متردية في الساحل السوري.

ولفتت بعض المصادر المهتمة بانتهاكات النظام السوري، إلى أن الاشتباكات التي اندلعت قبل أيام في القرداحة مسقط رأس بشار الأسد، بين أشخاص من آل الأسد وآخرين من آل ديب (عائلة الديب هي عائلة زوج عمة بشار الأسد)، امتدت إلى اللاذقية ومناطق متفرقة من الساحل السوري.

وتداولت بعض المصادر أخباراً عن اقتتال داخلي بين عدد من الأشخاص تطور إلى إطلاق نار كثيف، في إحدى المناطق داخل مدينة اللاذقية، وسط الترجيحات بأنه اقتتال على تقاسم الحصص من المخدرات وعمليات التهريب.

مصادر أخرى تداولت أخباراً أخرى تفيد بتزايد وتيرة الأحداث، والتي تطورت إلى عمليات الخطف التي طالت أشخاصاً من آل الأسد، وسط محاولة النظام إنكار ما يجري من أحداث متلاحقة في عموم الساحل السوري.

وأجمعت المصادر المتطابقة على أن ما يجري من تطورات في الساحل السوري يشير إلى أن المنطقة ساخنة جدا، وسط ترقب حذر لما ستؤول إليه الأمور هناك بالتزامن مع أخبار غير مؤكدة بحالة توتر غير مسبوقة يعيشها آل الأسد وخاصة تجار المخدرات، حسب وصفهم.

وقبل أيام قليلة، دارت اشتباكات وُصفت بـ “المروعة”، بين عائلة الأسد وعائلة الديب. وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية خلاف طويل بين المدعو منذر الأسد والمدعو عروة الديب، على إدارة مرفأ اللاذقية، وخلافات أخرى حول تجارة المخدرات والممنوعات وكيفية تصديرها من المرفأ المذكور.

والجدير بالذكر أن نظام الأسد الذي تسبب في مقتل وتشريد الملايين من المواطنين السوريين، على مدار سنوات الأزمة، التي بدأت بعد قمعه العنيف والوحشي لمتظاهرين نددو بسياساته وطالبوا بإصلاحات اقتصادية وسياسية وبمحاربة الفساد.