الوثيقة
المنيا بطل القطاع الثاني في منافسات الشعب الجمهورى لكرة القدم ببني سويف تنادر نسيم: مشروعات ”مستقبل مصر” تسهم في تحقيق الاكتفاء الزراعي وتعزيز الاقتصاد الوطنيمحمد إمام: رغيف العيش حق وأمانة على المعلم ورجالهمحمد إمام: كرامة الصنايعي تبدأ من المكان الذي يعمل به“صُناع الفرصة” يستضيف يحيى أبو الفتوح نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري.. غداحزب الاتحاد في عيد العمال: العامل المصري ركيزة التنمية وقانون العمل الجديد انتصار لحقوقه“مصر أكتوبر” بالإسكندرية تناقش ملفات الزراعة والاستدامة في اجتماع موسع تحت شعار “الوعي والاستدامة”استشاري: الذكاء الاصطناعي محور لتحسين نظام الضريبة الموحدةأمين عمال “مستقبل وطن” بالجيزة: عمال مصر بناة المستقبل وصناع الحضارة والتنمية”صُناع الفرصة” يستضيف خالد فتح الله ويكشف خطة توسع”جملة ماركت.. في السوق المصري..غداًمحققا إنجازا مشرفا لمصر.. ياسين إيهاب يحصد الميدالية البرونزية للناشئين في البطولة العربية للرمايةصناعة البرلمان: عمال مصر في صدارة اهتمام الدولة بفضل توجيهات الرئيس المستمرة
الرأي الحر

فاتن فتحي تكتب.. أساسيات تقديم الرعاية الصحية المنزلية في حالات الطوارئ

الدكتورة فاتن فتحي
الدكتورة فاتن فتحي

تُعد الرعاية الصحية المنزلية في حالات الطوارئ عنصرًا أساسيًا في النظام الصحي، حيث تساهم في تقديم الإسعافات الأولية والعناية الطبية اللازمة للمرضى قبل وصولهم إلى المستشفى. مع تزايد أعداد كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، أصبحت هذه الرعاية أكثر أهمية، خاصةً في ظل الأزمات الصحية والكوارث الطبيعية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 15% من سكان العالم يحتاجون إلى رعاية صحية منزلية، بينما تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% من حالات الطوارئ الطبية تحدث في المنازل، مما يستوجب وجود استجابة سريعة ومؤهلة.
ولا شك أن التقييم السريع للحالة الصحية للمريض من الخطوات الأساسية في تقديم الرعاية المنزلية خلال الطوارئ. يجب أن يكون مقدمو ا الرعاية مدربين على قياس العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستوى الأكسجين في الدم، حيث يمكن أن يكون لهذه القياسات دور حاسم في اتخاذ قرارات طبية دقيقة. على سبيل المثال، في حالات السكتة القلبية، يُعتبر التدخل خلال الدقائق الخمس الأولى أمرًا بالغ الأهمية، حيث تزيد فرص النجاة بنسبة 50% عند إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بشكل صحيح. أما في حالات السكتة الدماغية، فإن كل دقيقة تأخير تؤدي إلى فقدان حوالي 1.9 مليون خلية عصبية، مما يعزز أهمية التدخل الفوري.
وتتطلب الرعاية الصحية المنزلية فى حالات الطوارئ توفر مجموعة من الأدوات والأدوية الأساسية لضمان التعامل الفوري مع الحالات الطارئة.. إذ يجب أن تحتوي حقيبة الإسعافات الأولية على مستلزمات مثل الشاش المعقم، والمطهرات، واللاصقات الطبية، وأجهزة قياس السكر والضغط، بالإضافة إلى أدوية الطوارئ مثل الأدرينالين لمرضى الحساسية الحادة. في الولايات المتحدة، تُظهر الإحصائيات أن 90% من حالات السكتة القلبية المفاجئة تحدث خارج المستشفيات، وأن استخدام جهاز إزالة الرجفان القلبي (AED) خلال الدقائق الأولى يمكن أن يرفع نسب النجاة إلى أكثر من 70%. كما تشير الدراسات إلى أن الاحتفاظ بأدوية الطوارئ مثل النتروجليسرين يمكن أن يقلل من مخاطر النوبات القلبية المفاجئة بنسبة 30% عند المرضى المعرضين لها.
وقد أصبح للتكنولوجيا دور متزايد في تحسين جودة الرعاية الصحية المنزلية فى حالات الطوارئ ، حيث توفر الأجهزة الذكية والتطبيقات الطبية حلولًا فعالة لمراقبة المرضى عن بُعد. على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أن استخدام تطبيقات مراقبة المؤشرات الحيوية قلل من زيارات الطوارئ بنسبة 30%، حيث تمكن المرضى من استشارة الأطباء عبر الفيديو والحصول على التوجيهات الطبية اللازمة دون الحاجة إلى التنقل. كما أن استخدام أجهزة مراقبة معدل السكر وضغط الدم المتصلة بالإنترنت ساعد في خفض معدلات الدخول إلى المستشفى بنسبة 25% لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
كذلك يعد تدريب مقدمي الرعاية الصحية المنزلية فى حالات الطوارئ ، سواء كانوا من أفراد الأسرة أو الممرضين المتخصصين، عنصرًا أساسيًا لضمان التعامل الفعال مع الحالات الطارئة. تُشير الإحصاءات إلى أن 70% من الأسر التي تلقت تدريبًا على الإسعافات الأولية تمكنت من التعامل بكفاءة مع الطوارئ المنزلية، مما أدى إلى تقليل الحاجة إلى نقل المرضى إلى المستشفيات. كما أن تدريب مقدمي الرعاية على استخدام تقنيات مثل الإنعاش القلبي الرئوي وأجهزة إزالة الرجفان القلبي يمكن أن يزيد من فرص نجاة المرضى بنسبة تصل إلى 60%.
ولا تقتصر الرعاية الصحية المنزلية فى حالات الطوارئ على الجوانب الجسدية فقط، بل تشمل أيضًا الدعم النفسي للمرضى، خاصةً في الحالات المزمنة مثل السرطان أو الزهايمر. تُشير الإحصاءات إلى أن 40% من مرضى الأمراض المزمنة يعانون من الاكتئاب والقلق، مما يؤثر سلبًا على استجابتهم للعلاج. لذا، فإن تقديم الدعم النفسي من خلال الاستماع الفعّال وتعزيز الروابط الاجتماعية يمكن أن يحسن جودة حياتهم بشكل ملحوظ، حيث أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يتلقون دعمًا نفسيًا منتظمًا تقل لديهم معدلات التدهور الصحي بنسبة 20% مقارنةً بالمرضى الذين يفتقرون إلى هذا الدعم.
بالنهاية .. يستلزم التأكيد على أن الرعاية الصحية المنزلية في حالات الطوارئ تلعب دورًا محوريًا في تقليل المضاعفات الصحية وإنقاذ الأرواح، حيث تعتمد على سرعة الاستجابة، واستخدام التقنيات الحديثة، وتدريب مقدمي الرعاية بشكل جيد. ومع تزايد الحاجة إلى هذه الخدمات، يجب تعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها وضمان توافر الأدوات والتقنيات الحديثة التي تساهم في تقديم رعاية صحية متكاملة وفعالة للجميع.

الرأي الحر