الوثيقة
وسط تفوق جبيلي.. إعادة منتظرة بدائرة أكتوبر وزايد والواحات بانتخابات النواب 2025دكتورة دينا المصري تكتب: خيانة متزوجةمؤمنين إننا نجحنا وإننا رقم واحد .. تقدم كبير للمرشح المستقل أحمد جبيلي بانتخابات النواب في أكتوبر والشيخ زايد والواحاتجمال الخضري: الإقبال على التصويت تجسيد حقيقي لإرادة شعب لا يعرف التراجعالشيخ سالم القاسمي الراعي الشرفي لحفل جوائز مجلة استثمارات التاسع بأتلانتس دبي إبريل المقبلبعد إثارة الجدل.. برلماني يكشف حقيقه المليون دولار من أمريكا وإسقاط «السادات»بعد توقف قطار البايرن.. استعراض لأقوى 4 بدايات أسطورية في تاريخ الدوريات الأوروبيةبعد توقف قطار البايرن.. استعراض لأقوى 4 بدايات أسطورية في تاريخ الدوريات الأوروبيةمحمد صالح يدلي بصوته الانتخابي.. ويؤكد: كل صوت في الصندوق هو لبنة جديدة في صرح الوطن/ صورريهام مصطفى تخوض انتخابات المقطم والخلفية بشعار: خدمة الناس قبل الكرسيالدكتور جبيلي يتفقد اللجان الانتخابية ويؤكد أهمية المشاركة.. إقبال كبير بدائرة أكتوبر والشيخ زايد والواحات في انتخابات النواب 2025محمد صالح: مصر تنتظر من أبنائها غدًا موقفًا يليق بتاريخها فالوطن لا يبنيه المتفرجون
الرأي الحر

محمود العربي يكتب: حين كان الضرب يُخرّج أجيالًا منضبطة ومحترمة

محمود العربي
محمود العربي

في زمن لم يكن أحد يعرف مصطلحات مثل "حقوق الطفل" أو "العنف الأسري"، كان الأب يربي، والأم تربي، والمدرس يعلّم ويردع، وكان الضرب – نعم الضرب – أداة أساسية للتقويم والتربية. لم يكن هناك طفل "مفكك" نفسياً، ولم نسمع عن أزمات هوية أو انفصام سلوكي، لأن الانضباط كان أساسًا في البيت وفي المدرسة.

وأنا أكتب هذه الكلمات، أعلم يقينًا أنني سأُواجَه بهجوم حاد من أنصار "تحرير الطفل" ومن يرفضون الضرب بأي شكل. أعلم أن ما أكتبه قد يُوصف بأنه رجعي أو متطرف، وربما يتهمني البعض بالسادية، لكن ذلك لا يغير من قناعتي التي أراها صائبة – وربما تكون خاطئة – لكنها نابعة من تجربة شخصية، ومن بيئة كاملة تربت على هذا الأسلوب. أنا من جيل الضرب، جيل الأب الذي كان يضرب، والمدرس الذي كانت "الفلكة" جزءًا من أدواته التربوية في المدرسة، لكنها أدوات أخرجت أجيالًا منضبطة. لم تكن حالة فردية، بل كانت قاعدة عامة؛ ولم نجد أحدًا خرج معقدًا نفسيًا، بل العكس، خرج من بينهم الطبيب والمهندس والطيار والضابط والصحفي والمحامي والفلاح... لكن العامل المشترك بينهم جميعًا كان الأدب والاحترام.

ظهور مفاهيم "الطفل لا يُضرب" و"نفسية الطفل أهم من تقويمه" جاء بالتزامن مع تراجع كبير في منظومة القيم. أُلغي الضرب من المدارس، وأصبح المعلم عاجزًا عن الردع، وتحول ولي الأمر من شريك في التربية إلى خصم دائم للمعلم، والنتيجة؟ جيل مشوش، فاقد للثقة، لا يعرف احترام الكبير، ولا يميز بين الحرية والفوضى.

الضرب لم يكن يومًا تعبيرًا عن السادية أو الكره، بل وسيلة رادعة تُستخدم في أضيق الحدود، حين تفشل كل أدوات النُصح والحوار.
ومن المؤكد دينيًا وعقليًا أن أحبّ إنسان إلى قلب الأب هو ابنه، وهذه حقيقة لا تحتاج إلى برهان، بل هي فطرة. ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى حين أوصى في القرآن، لم يقل "ووصّينا الإنسان بابنه"، بل قال: "ووصّينا الإنسان بوالديه"، لأن حب الأب لابنه مغروس بالفطرة ولا يحتاج لوصية، بينما الابن قد ينشغل عن والديه ويحتاج إلى تذكير. أما الآباء، فلا ينشغلون عن أبنائهم، ويظلون يحملون همّهم وخوفهم وحرصهم حتى لو ظهر في صورة قسوة أحيانًا.

من منا لم يُضرب في صغره؟ هل أصابنا خلل نفسي؟ العكس، خرجنا نحترم آباءنا وأمهاتنا ونقدسهم رغم القسوة أحيانًا، لأننا كنا نعرف أن القسوة كانت من أجلنا.

اليوم، نرى الجيل الجديد يفتقد الانضباط، يتهرب من المسؤولية، يرفض التوجيه، ويعتبر أي محاولة تقويم "قمعًا" لحقوقه. هذه نتائج زرعناها حين جردنا المربي من أدوات التربية الحقيقية، وعلى رأسها الردع الجسدي البسيط، لا التعذيب، بل التهذيب.

يجب أن نتوقف عن شيطنة الضرب كوسيلة تربية، لأن الواقع أثبت أن المجتمعات التي تُقدس الطفل بشكل مفرط أنتجت أجيالًا هشة، أما نحن فقد نشأنا في بيئة صارمة وخرجنا رجالًا نحمل القيم ونحترم الآخر ونفهم أن للحياة قواعد وحدود.

الضرب ليس الحل الوحيد، لكنه جزء من منظومة تربوية كانت ناجحة. ومن يسخر من هذا الطرح أو يتهمنا بالسادية، نقول له: راجعوا النتائج على الأرض، فالواقع لا يكذب، والفرق بين جيل "الضرب" وجيل "الدلع" واضح كالشمس.

محمود العربي التعليم التربية والتعليم

الرأي الحر