قصص نجاح: مستثمرون أجانب وجدوا ”فزعة” حقيقية في بيئة الأعمال السعودية


خلف كل رقم وإحصائية عن النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، وخلف كل تقرير دولي يشيد بتحسن بيئة الأعمال، تقف قصص إنسانية ملهمة لرواد أعمال ومستثمرين قرروا خوض المغامرة ووضع ثقتهم في رؤية طموحة. هؤلاء لم يأتوا فقط بأموالهم، بل أتوا بأحلامهم وخبراتهم، ووجدوا في المقابل بيئة لم ترحب بهم فحسب، بل قدمت لهم "فزعة" حقيقية؛ دعمًا ومساندة في كل خطوة، حولت التحديات إلى فرص، والأحلام إلى واقع ملموس.
إن عبارة "استثمر في السعودية" تحمل في طياتها اليوم قصص نجاح لمستثمرين أجانب واجهوا تحديات طبيعية عند دخولهم سوقًا جديدًا، لكنهم تمكنوا من التغلب عليها بفضل منظومة الدعم المتكاملة، التي يمثل مركز الأعمال السعودي عمودها الفقري الرقمي، وتشكل مكاتب خدمات عامة المتخصصة ذراعها التنفيذي الخبير. هذه قصصهم.
قصة "ماركو": من وادي السيليكون إلى واحة الرياض التقنية
"ماركو"، مهندس برمجيات إيطالي أمضى سنوات في وادي السيليكون، كان يمتلك فكرة مبتكرة لتطوير منصة لوجستية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد. رأى في التحول اللوجستي الهائل الذي تشهده السعودية ضمن رؤية 2030 فرصة لا تعوض.
التحدي: "كنت أسمع عن الفرص الهائلة، لكنني كنت أخشى البيروقراطية"، يقول ماركو. "لم أكن أعرف من أين أبدأ. هل أحتاج شريكًا سعوديًا؟ ما هي متطلبات وزارة الاستثمار؟ كيف يمكنني فتح سجل تجاري في سعودية وأنا لا أتحدث العربية بطلاقة؟ كانت الأسئلة كثيرة، والشعور بالضياع كبيرًا".
الفزعة: كانت نقطة التحول عندما نصحه مستثمر صديق بالتواصل مع مكتب خدمات حكومية متخصص في الرياض. "كان هذا القرار هو أفضل استثمار قمت به قبل الاستثمار نفسه"، يضيف ماركو ضاحكًا. قام المكتب بتقديم "فزعة" حقيقية تمثلت في خارطة طريق واضحة. أولاً، شرحوا له بالتفصيل متطلبات الحصول على رخصة مستثمر أجنبي لريادة الأعمال، وهي رخصة خاصة تشجعها وزارة الاستثمار. تولى المكتب تجهيز خطة العمل وتقديم الملف بالكامل.
بعد الحصول على رخصة المستثمر في وقت قياسي، جاءت الخطوة الثانية. يقول ماركو: "كنت أتوقع أن تستغرق إجراءات وزارة التجارة أسابيع. لكن ممثل المكتب أنجز كل شيء عبر منصة مركز الأعمال السعودي الإلكترونية أمامي في اجتماع واحد. حجزنا الاسم التجاري، ووثقنا عقد التأسيس، وصدر السجل التجاري الأجنبي في نفس اليوم. لقد كانت تجربة رقمية مذهلة أزالت كل مخاوفي".
النجاح: اليوم، وبعد عامين فقط، توظف شركة "ماركو" الناشئة أكثر من 30 مهندسًا سعوديًا، وقد وقعت عقودًا مع كبرى الشركات اللوجستية في المملكة. يقول: "لم أجد هنا بيئة عمل سهلة فحسب، بل وجدت مجتمعًا تقنيًا نابضًا بالحياة وحكومة تستثمر في نجاحك. إنها حقًا "فزعة" للمستقبل".
قصة "السيدة شين": الاستثمار في جودة الحياة
"شين"، سيدة أعمال من سنغافورة، كانت تمتلك خبرة واسعة في إدارة وتشغيل المراكز الصحية والمنتجعات الفاخرة. مع الانفتاح الكبير الذي شهده قطاع السياحة وجودة الحياة في السعودية، رأت فرصة لإنشاء سلسلة من المنتجعات الصحية التي تجمع بين الأصالة المحلية وأحدث التقنيات العالمية.
التحدي: كان التحدي الأكبر لـ"شين" هو فهم الإطار القانوني لتملك العقارات. "مشروعي يعتمد بشكل أساسي على تملك وتطوير مواقع فريدة. كنت قلقة بشأن حقوق الملكية، وكيفية توثيقها، وما إذا كانت القوانين تحمي مستثمر أجنبي مثلي"، تقول السيدة شين.
الفزعة: استعانت "شين" بـ مكتب خدمات عامة يمتلك قسمًا متخصصًا في الاستشارات القانونية والعقارية. لم يساعدها المكتب فقط في الحصول على رخصة مستثمر أجنبي وإصدار سجل تجاري مستثمر لشركتها، بل قدم لها استشارة معمقة حول أنظمة تملك العقار للشركات الاستثمارية.
كانت "الفزعة" الحقيقية عندما اشترت شركتها أول قطعة أرض للمشروع. كان صك الملكية قديمًا وورقيًا. "شرح لي المستشار في المكتب أهمية خطوة تحديث صك في بورصة عقارية "، تستطرد شين. "لم أكن أعرف شيئًا عن هذا الإجراء، لكنهم تولوا الأمر بالكامل. قاموا بتحويل الصك القديم إلى صك إلكتروني موثق ورقمي بالكامل. هذا الإجراء منحني شعورًا بالأمان والثقة لم أكن أتوقعه. لقد أدركت أن النظام هنا لا يحمي حقوقي فحسب، بل يستخدم التكنولوجيا لتعزيز هذه الحماية".
النجاح: افتتحت "شين" أول منتجعاتها على ساحل البحر الأحمر ويلاقي نجاحًا باهرًا، وهي الآن بصدد التوسع في موقعين آخرين. تقول: "عندما تستثمر في أصول طويلة الأجل كالعقارات، فإن وضوح الأنظمة وسهولة توثيق الحقوق هو كل شيء. ما وجدته في السعودية هو "فزعة" تنظيمية تمنحك الثقة لتضع استثماراتك وأنت مطمئن".
الخلاصة: النجاح ليس صدفة
قصص ماركو وشين ليست استثناءات، بل هي نماذج لما يمكن تحقيقه عندما تجتمع الرؤية الطموحة مع بيئة عمل داعمة. التحديات موجودة في كل سوق، ولكن ما يميز بيئة الأعمال السعودية اليوم هو وجود منظومة متكاملة من "الفزعة" لمواجهة هذه التحديات.
سواء كانت هذه "الفزعة" رقمية، تتمثل في الكفاءة المذهلة لمنصة مركز الأعمال السعودي، أو كانت "فزعة" بشرية، تتمثل في الخبرة والمشورة التي تقدمها مكتب خدمات عامة المتخصصة، فإن النتيجة واحدة: تمكين المستثمرين من التركيز على ما يتقنونه، وهو بناء وتنمية أعمال ناجحة.
إن قصص النجاح هذه هي الدليل الحي على أن المملكة لا تدعوك فقط لكي "استثمر في السعودية"، بل تعدك بأن تكون شريكًا لك في كل خطوة على طريق النجاح.