علماء يكتشفون لأول مرة “البرق” على كوكب المريخ
تمكن علماء من تسجيل نشاط كهربائي في الغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى، ما يشير إلى أن الكوكب قادر على حدوث البرق، وفقًا لما أعلنه فريق من الباحثين الفرنسيين اليوم.
وجاء الاكتشاف باستخدام جهاز SuperCam التابع لمركبة Perseverance التابعة لوكالة ناسا، والتي هبطت على المريخ عام 2021 لاستكشاف منطقة فوهة جيزيرو والبحث عن علامات الحياة. وسجل الجهاز ما وصفه العلماء بـ”البرق الصغير” من خلال التسجيلات الصوتية والكهرومغناطيسية للمركبة على مدى عامين مريخيين (1374 يومًا أرضيًا).
وأظهرت التحليلات أن التفريغات الكهربائية عادةً ما تترافق مع دوامات الغبار وواجهات العواصف الترابية، وهي أعاصير صغيرة تتشكل من الهواء الساخن الصاعد من سطح المريخ، وتؤدي حركتها الداخلية إلى توليد شحنات كهربائية.
وصرح الدكتور بابتيست شيد، الباحث الرئيسي، لوكالة رويترز: “تمثل هذه التفريغات اكتشافًا مهمًا له آثار مباشرة على الكيمياء المناخية للمريخ، وقابليته للسكن، ومستقبل استكشافه بالروبوتات والبشر”.
ويُعد المريخ بذلك، بحسب الباحثين، الكوكب الرابع بعد الأرض وزحل والمشتري المعروف بوجود نشاط كهربائي في غلافه الجوي.
ومع ذلك، أشار الفيزيائي الجزئي الدكتور دانيال بريتشارد في مجلة Nature إلى أن التفريغات تم سماعها فقط ولم تُرصد بصريًا، ما يترك مجالًا للتشكيك حول ما إذا كان هذا البرق المسموع حقيقيًا أم مجرد تفريغات كهربائية ناجمة عن الغبار.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقت لاحق من هذا العام، بعد أن رصد العلماء صخورًا عليها علامات غريبة على سطح المريخ، قد تشير إلى وجود معادن نتجت عن تفاعلات كيميائية مرتبطة بكائنات دقيقة قديمة، مما يعزز الاهتمام بإمكانية وجود حياة سابقة على الكوكب الأحمر.
على الرغم من أن المريخ اليوم صحراء باردة وجافة، إلا أن الأدلة تشير إلى أنه كان مليئًا بالغلاف الجوي والمياه قبل مليارات السنين، ما يجعله موقعًا واعدًا للبحث عن الحياة الماضية.

.png)

































