الوثيقة
يسري المغازي: التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يجرّ المنطقة إلى الفوضىالصافي عبد العال: مصر تصدت بحزم لمحاولات تهجير الفلسطينيين بتوجيهات حاسمة من الرئيسبحضور الأمير عبد العزيز بن طلال .. تسليم جوائز المجلس العربي للطفولة والتنمية في موضوع ”التعليم في عالم ما بعد كورونا...تحت شعار قادرة على التحدي .. راعي مصر عضو التحالف الوطني تنظم مؤتمر الأرامل السنوي بالإسكندريةباحث اقتصادي: التصعيد بين إسرائيل وإيران يربك الأسواق الإقليمية.. ومصر لديها رؤية متوازنة لحماية اقتصادهاحزب الاتحاد: مصر كانت ولا تزال تُحذر من انفجار الإقليم بسبب غطرسة الاحتلالعمرو غلاب: ندعم القيادة السياسية فى موقفها من ”قافلة الصمود”.. ودور مصر فى مساندة القضية الفلسطينية فوق المزايداتعلي فايز: مصر دولة عظيمة ولا تقبل بفرض سياسة الأمر الواقعلدعم الصناعة.. وزير الرياضة يوافق علي مقترح نواب الشيوخ بتخصيص أندية كمعارض للأثاث الدمياطيالشعب الجمهوري: على الجميع الاصطفاف خلف الدولة لمواجهة التحديات الإقليمية والدوليةالسلاب: أمن مصر القومي خط أحمر.. والدعم الحقيقي لغزة يبدأ من احترام السيادةأحمد حلمي: أمن مصر القومي خط أحمر واحترام القوانين ضرورة ملحة
الأخبار

استشاري نظم أمنية: الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لحفظ الهوية الحضارية دون تشويهها

المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية
المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية

قال المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية والذكاء الاصطناعي، ومستشار عام النظم الأمنية بالجمعية المصرية للأمم المتحدة، إنه في مشهد يُلخص فلسفة مصر الجديدة، تتلاقى عبقرية الحضارة القديمة مع أدوات المستقبل، لتُعلن وزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع جهات علمية محلية ودولية، إطلاق مشروع رائد يُستخدم فيه الذكاء الاصطناعي (AI) والتصوير النووي غير التدميري في ترميم المومياوات والمقتنيات الأثرية داخل المتحف المصري بالتحرير، موضحًا أن هذه الخطوة ليست مجرد تطور في أدوات العمل الأثري، بل تغيير في الطريقة التي نُفكر بها بشأن التراث، والتقنيات، والهوية الوطنية.

وأضاف “حامد”، أنه في السابق كان ترميم المومياوات عملية محفوفة بالمخاطر، تتطلب فتح اللفائف بعناية، واستخدام أدوات دقيقة لإزالة الأضرار أو فهم الحالة الداخلية للجسد المحنط؛ أما اليوم فقد أصبح من الممكن تنفيذ هذا العمل عبر مجموعة من التقنيات المتقدمة المتمثلة في التصوير الطبقي المحوري والذي يُستخدم لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد للبنية الداخلية للمومياء، ويُساعد على تحديد الكسور، والتلف، أو المواد الغريبة داخل الجسم دون أي تدخل مادي، فضلًا عن تقنيات التصوير الطيفي والتحليل الطيفي والتي تسمح بكشف المواد العضوية وغير العضوية المستخدمة في التحنيط، وتُساعد على التعرف على الفطريات أو العوامل البيئية المؤثرة في التلف، علاوة على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والتي تُدرّب الخوارزميات على ملايين البيانات لتحديد نماذج الأضرار تلقائيًا، ويمكنها التنبؤ بالتحلل المستقبلي للأنسجة أو المواد، واقتراح سيناريوهات ترميم افتراضية.

وأوضح أن هذا المشروع يُنفذ بشراكة بين المتحف المصري بالتحرير والمركز الأثري الإيطالي في القاهرة وهيئة الطاقة الذرية المصرية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون لا يهدف فقط إلى حماية المومياوات، بل أيضًا إلى تطوير أدوات رقمية لتوثيق الآثار، وبناء قاعدة بيانات معرفية مؤتمتة تتيح للباحثين في المستقبل إعادة دراسة تلك المومياوات افتراضيًا، مؤكدًا أن هذا المشروع يُعد نموذجًا متكاملًا لما يسمى بـ“الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول”؛ فالتكنولوجيا هنا ليست غاية، بل وسيلة لحماية ما هو إنساني وتاريخي وعابر للزمن، وما يحدث في المتحف المصري يؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط أداة للرقابة أو الحماية أو الصناعة، بل يمكن أن يكون أداة لحفظ الهوية الحضارية دون تشويهها أو التدخل في جوهرها.

ولفت إلى أنه من الناحية الأمنية فأن هذه التقنيات قد تُستخدم أيضًا لحماية المومياوات من السرقة أو التخريب عبر تحليل مستمر لحالتها الفيزيائية وتنبيه فِرق المتحف في حال حدوث تغييرات غير معتادة، ومن الناحية الثقافية فأن هذه المبادرة تفتح الباب أمام مشاريع تعليمية وسياحية جديدة، كعرض نماذج تفاعلية ثلاثية الأبعاد للمومياوات في المتاحف أو عبر الإنترنت، ما يجعل التراث متاحًا للأجيال القادمة بأساليب رقمية مستدامة، وعلميًا هذه هي المرة الأولى التي تُطبق فيها نماذج AI متخصصة في دراسة أنسجة محنطة منذ آلاف السنين بهذه الدقة، وحضاريًا توضح للعالم أن مصر لا تحفظ تاريخها فقط، بل تُعيد إحياءه بمفردات العصر، واستراتيجيًا تفتح مجالًا واسعًا أمام التعاون بين علوم الآثار، وعلوم الحوسبة، والهندسة الطبية، والأمن المعلوماتي.

وأكد أن ما تقوم به مصر اليوم هو إعادة تعريف العلاقة بين التكنولوجيا والتاريخ؛ ولم يعد الذكاء الاصطناعي مُقتصرًا على الروبوتات أو تحليل البيانات التجارية، بل أصبح حارسًا متقدمًا للتراث الإنساني، وفي هذه اللحظة لا يُنظر إلى المومياء كجسد جامد، بل كذاكرة حيّة، تستحق أن تُحترم، وتُفهم، وتُرمم، بكل ما تملكه البشرية من علم وإنسانية.

الأخبار