الوثيقة
الأخبار

لماذا اختارت مصر؟.. أحمد كريمة يكشف قصة نفي السيدة زينب واحتفاء المصريين بها

الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف
الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف

سلط الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الضوء على قضية اجتماعية وإنسانية بالغة الأهمية، معقبًا: "الرجل والزوجة يجب أن نخاف ونحرص على بعضنا البعض، ونخاف على بيوتنا وأولادنا".

وحذر "كريمة"، خلال لقائه مع الإعلامي أشرف محمود، ببرنامج "الكنز"، المذاع على قناة "الحدث اليوم"، من التحديات التي تواجه كيان الأسرة، واصفًا بعض الحالات التي يسمعها بأنها صعبة وقاسية وأن "الشيطان يلعب معكم جامد قوي" شكلت مدخلاً لتقديم السيدة زينب كنموذج إنساني وقدوة في الصبر والتضحية وحفظ الأسرة.

وشدد على ضرورة التمسك بالروابط الزوجية قائلاً: "يا راجل حافظ على مراتك، وأنتِ حافظي على جوزك، أوَعي تعتقدي إن بعد جوزك هتلاقي حد زيه أبداً مستحيل، وأنت أوعى تلاقي بعد مراتك اللي خرجت من ضلعك إن ربنا هيكرمك ويديك حاجة أحسن".

وروى سيرة السيدة زينب، رضي الله عنها، والتي وصفها بأنها "أمُّنا" جميعًا، موضحًا أن السيدة زينب هي زينب الكبرى، عقيلة بني هاشم، ابنة سيدة نساء هذه الأمة، فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والفقيهة بنت الإمام علي بن أبي طالب، وولدت في السنة الخامسة من الهجرة النبوية (626 ميلادي) في شهر شعبان بالمدينة المنورة، موضحًا أن تسميتها جاءت بوحي من السماء، حيث جاء الملك جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "يا رسول الله، إن الله يأمرك أن تسميها زينب"، ويشار إليها بالكبرى للتمييز بينها وبين أخواتها: زينب الوسطى أم كلثوم وزينب الصغرى.

وأوضح أنه لم تكن حياة السيدة زينب سهلة؛ فقد ذاقت مرارة اليُتم مبكرًا، إذ توفي جدها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الخامسة من عمرها، ثم لحقت به أمها السيدة فاطمة الزهراء بعد ستة أشهر، لكن ذروة بطولتها كانت في حادثة كربلاء، حيث كانت السيدة زينب هي الفضل بعد الله في بقاء نسل الإمام الحسين، عندما اقتحم الأوغاد الخيام، تصدت لهم، وعندما وجدوا سيدنا علي بن الحسين (زين العابدين) مريضاً وكانوا يريدون قتله، ألقت بنفسها عليه قائلة: "والله لئن قتلتموه اقتلوني معه"، وبعد الأسر سيقت السيدة زينب مع نساء آل البيت إلى الطاغية يزيد بن معاوية في دمشق، وعندما حاول يزيد أن يقتل علي بن زين العابدين مرة أخرى، ارتمت عليه السيدة زينب مرة أخرى وخطبت في يزيد خطبة مؤثرة وموجعة، ذكّرته فيها بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقهم من القتل في فتح مكة وأنهم "أبناء الطلقاء" والآن "يشمتون في الحسين".

وأثنى الدكتور أحمد كريمة على أن نساء يزيد أنفسهن "كُنَّ أشجع وأكرم من يزيد نفسه"، حيث استقبلن السيدة زينب بالبكاء والمواساة، موضحًا أنه بعدما عادت السيدة زينب إلى المدينة المنورة، وبدأت تُؤلّب الناس وتُنادي بأخذ ثأر الإمام الحسين، رأت السلطات الأموية أن وجودها يُمثل خطرًا، فتم الأمر بنفيها عن المدينة، وحين خُيِّرت بين اليمن أو العراق أو أي مكان آخر، اختارت السيدة زينب الذهاب إلى مصر قائلة: "أختار مصر"، وتم استقبالها باحتفاء كبير من والي مصر الذي كان محباً لآل البيت، حيث استقبلها عند قرية العباسة (مركز بلبيس بالشرقية)، وأسكنها في داره قرب قناطر السباعي (موضع مسجدها العامر الآن).

وأكد أنه لم تعمر السيدة زينب طويلاً في مصر، حيث أقامت بها سنة أو أقل من سنة قبل أن تنتقل إلى جوار ربها، لكن بركاتها انتشرت في ربوع مصر في تلك الفترة القصيرة.

الأخبار

الفيديو