بمشاركة 6000 طبيب و26 دولة ختام الدورة 24 لمؤتمر ”Cardio Alex2025” بالإسكندرية

كتب: مظهر أبوعايد
فى إطار تشجيع السياحة العلاجية ورفع كفاءة المنظومة الطبية ونقل المعرفة وإعداد شباب الأطباء شهد الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، مساء الخميس، الحفل الختامي للمؤتمر السنوي الدولي الرابع والعشرين لأمراض القلب "كارديو أليكس 2025" CardioAlex والذي أُقيم خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو الجاري، بمشاركة أكثر من 6000 طبيب من 26 دولة عربية وأجنبية، في واحد من أبرز المحافل العلمية بمجال أمراض القلب على المستويين المحلي والدولي.
حيث أكد الدكتور مصطفى المحمدي، استشاري القلب والقسطرة والأوعية الدموية، أن مؤتمر CardioAlex 2025الذي عقد في مكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 17 إلى 20 يونيو الجاري، مثّل "نقلة علمية نوعية في مجال التعليم الطبي القائم على الأدلة في تخصص القلب والأوعية الدموية، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي".
وقال المحمدي إن الهوية العامة للمؤتمر تتسم بالثبات والتطور في آن واحد، موضحًا أن الدورة الحالية هي النسخة الـ22 من المؤتمر الذي يُعقد سنويًا بمدينة الإسكندرية، تحت إشراف علمي مشترك من عدة جهات أبرزها جمعية القلب المصرية (ECS)، والجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، والمؤسسة العلمية المصرية للأبحاث الطبية (ICOM)، وذلك بالتعاون مع هيئات إفريقية وأوروبية رفيعة المستوى.
أشار دكتور المحمدي كذلك إلى أن CardioAlex انطلق لأول مرة في عام 2003، ومنذ ذلك الوقت، حافظ على وتيرة انتظامه كمؤتمر سنوي معتمد، حتى بات خلال السنوات الخمس الأخيرة أكبر مؤتمر طبي متخصص في أمراض القلب في إفريقيا والشرق الأوسط، سواء من حيث عدد الحضور، أو عمق الموضوعات العلمية، أو التغطية البحثية. وأردف أن عدد المشاركين سجل نموًا مطردًا، حيث بلغ في عام 2023 نحو 6,783 طبيبًا حضوريًا، بالإضافة إلى 1,350 طبيبًا عبر الإنترنت، فيما تخطى إجمالي الحضور في الدورة الحالية حاجز 7,904 مشاركين من 34 دولة.
وأكد المحمدي أن الهيكل العلمي لمؤتمر 2025 اعتمد على 6 محاور رئيسية هي: طب القلب الوقائي، القصور القلبي، التداخلات القلبية القسطارية، ارتفاع ضغط الدم، التصوير القلبي المتقدم، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي والطب عن بُعد. وقد عُرضت تلك الموضوعات ضمن 144 جلسة علمية متخصصة، وبلغ إجمالي ساعات المحتوى العلمي المعتمد 212 ساعة طبية، موزعة على 23 مسارًا تخصصيًا، إلى جانب 8 ورش عمل تطبيقية و10 جلسات “Live-in-a-Box” تم فيها نقل وقائع تداخلات قلبية حية من مستشفيات مصرية وأوروبية.
وأضاف المحمدي: "من أبرز ما يميز هذه النسخة هو الانفتاح التكنولوجي الواضح، حيث تم دمج منصات الذكاء الاصطناعي في جلسات التصوير القلبي والتشخيص التنبؤي، إضافة إلى استخدام تطبيقات طبية ذكية لتحليل بيانات المرضى في الوقت الفعلي. كما كان للطب عن بُعد حضور لافت من خلال مناقشة آليات تطوير الرعاية في المناطق النائية باستخدام الأدوات الرقمية".
وتابع موضحًا أن عدد البحوث التي نوقشت في المؤتمر بلغ 136 بحثًا علميًا محكمًا، إلى جانب تخصيص 150 منحة دراسية كاملة لأطباء تحت التدريب من مختلف الجامعات المصرية، ضمن مبادرة "Next Gen League"، التي فاز بها هذا العام فريق جامعة عين شمس. كما شاركت 42 شركة دوائية وتقنية في المعرض الطبي المصاحب.
وأشار د. المحمدي إلى مشاركة أسماء علمية بارزة في المؤتمر من مصر والعالم، مثل البروفيسور Giuseppe Tarantini من إيطاليا، الذي قدّم عرضًا تفصيليًا حول مستجدات عمليات TAVI، والدكتورة Karen Smith من الولايات المتحدة، التي تناولت آليات التشخيص المبكر للقصور القلبي، إلى جانب الدكتور Jean-Paul Didier من فرنسا الذي استعرض دور الذكاء الاصطناعي في التصوير بالرنين المغناطيسي القلبي. أما من الجانب المصري، فقد برزت مساهمات أ.د. حسام منصور رئيس المؤتمر، ود. عبدالرحمن محمد عبد الهادي الذي أدار جلسة محورية حول الطب عن بعد، ود. نهى الطوخي التي عرضت التحديثات المصرية في إدارة ضغط الدم.
وعن الابتكارات النوعية، لفت المحمدي إلى منصة CardioTech AI، التي تم تدشينها كتجربة مصرية أولى تعتمد على التعلم الآلي لتحليل رسم القلب (ECG) تلقائيًا بدقة تصل إلى 94%، بالإضافة إلى حملة موسعة لفحص القلب شملت 1,200 مواطن سكندري بالتعاون مع وزارة الصحة.
وفيما يتعلق بالأثر العلمي للمؤتمر، أكد د. المحمدي أن CardioAlex 2025 ساهم في تحديث البروتوكولات الإكلينيكية المصرية وفق إرشادات ESC 2024، كما أتاح فرص تمويل مبدئي لـ 12 مشروع بحثي محلي، بجانب فتح مسارات اعتماد دولية جديدة مع الكلية الأمريكية لأمراض القلب (ACC) والجمعية الأوروبية (ESC).
وأضاف أن المؤتمر "رفع بشكل ملحوظ من كفاءة الكوادر الشابة عبر التدريب العملي، والحضور المباشر، والدورات المصغرة، مما يرسخ قيم التعليم المستمر والبحث التطبيقي". كما أشار إلى أن التركيز على الذكاء الاصطناعي والرقمنة ساهم في نقل المؤتمر إلى "مستوى عالمي من التفاعل العلمي والسريري والتقني في آن واحد".
وختم الدكتور مصطفى المحمدي حديثه بالتوصية بضرورة توسيع الورش العملية في النسخ القادمة، وزيادة فرص التقييم بعد المؤتمر، وتوسيع إشراك المستشفيات الريفية عبر وحدات محاكاة عن بعد، بما يضمن نشر الأثر العلمي والطبي على أوسع نطاق ممكن.