رضا عكاشة: حادث ”غرق كريت” جرح غائر في جسد الوطن وتذكرة مؤلمة لأحلام لم تكتمل
قال رضا عكاشة، مساعد أمين عام شؤون المصريين بالخارج بحزب "مصر المستقبل"، إن حادثة غرق مركب كريت لم تكن مجرد رقم جديد في سجلات المآسي الإنسانية، بل هي جرح غائر في جسد الوطن، بفقدان 27 شابًا مصريًا ذهبوا ضحية لسراب الهجرة غير الشرعية، موضحًا أن تحول أحلام هؤلاء الشباب إلى جثامين تُعاد في صناديق، أو مفقودين تبتلعهم أعماق المتوسط، يفرض علينا وقفة حازمة لمواجهة هذا الوحش الكامن خلف وعود سماسرة الموت.
وأضاف “عكاشة”، في بيان، أن الحادث الأليم الذي تابعته السفارة المصرية في أثينا بحزن عميق، يكشف عن حقائق مريرة لا بد من مواجهتها بكل صراحة، تتمثل في أن قوارب الموت ليست وسيلة للسفر، حيث أن تلك القوارب المتهالكة التي تحمل أضعاف سعتها لا تُبحر نحو مستقبل أفضل، بل هي رحلة ذات اتجاه واحد نحو الموت المُحقق، موضحًا أن سماسرة البشر هم تجار أرواح؛ فهؤلاء لا يبيعون تذاكر للسفر، بل يبيعون الأوهام مقابل الحصول على أموالكم، تاركين أبناءكم لمواجهة مصيرهم المحتوم في عرض البحر دون أدنى رحمة.
وأوضح مساعد أمين عام شؤون المصريين بالخارج بحزب "مصر المستقبل"، أن الحماية لا تبدأ فقط من الحدود، بل تبدأ من البيت والقرية؛ فعلى الأسر أن تُدرك أن الحفاظ على حياة الابن أهم من أي كسب مادي متخيل، وأن فقدان الروح لا يعوضه مال الأرض.
ووجه رسالة إلى كل شاب مصري قائلًا: "وطنك الذي يتولى اليوم إعادة جثامين الضحايا على نفقته، ويُتابع المفقودين بمسؤولية وطنية، يُناديك بأن حياتك هي أغلى ممتلكاتنا، لا تترك نفسك فريسة لليأس أو للمقارنات الزائفة، فالطرق غير الشرعية ليست مغامرة، بل هي انتحار جماعي تحت غطاء الهجرة.
وناشد كل من يُفكر في السفر، ضرورة الالتزام بالقنوات الرسمية والشرعية التي تضمن كرامة المواطن وسلامته، مؤكدًا أن الالتفاف على القانون لا يؤدي إلا إلى الضياع، وما حادثة كريت إلا تذكرة مؤلمة بأن المتوسط أصبح مقبرة واسعة لأحلام لم تكتمل.

.png)






























