الوثيقة
نشأت عبد العليم.. من قاض دولي إلى صوت الغنايم تحت قبة البرلمانطارق عناني: كلمة السيسي أرضية صلبة لخطاب قيادي مُحنك.. ومصر صانع سلام لا يتنازل عن المبادئجمال الخضري: الرئيس السيسي أعاد لمصر ريادتها بدورها التاريخي في إنهاء حرب غزة وصناعة السلام من شرم الشيخنجلاء العسيلي: مصر لا تكتفي بالكلمة.. قمة شرم الشيخ تحفر تاريخًا جديدًا في السلامختام فعاليات النسخة السابعة من مؤتمر صناع القرار تحت رعاية وزارتي الإسكان والسياحةأصغر مرشح سنًا في الإسماعيلية يخوض انتخابات البرلمان.. المحامي محمد الجعيدي يتحدى عمالقة السياسة بسلاح العلم والقانونياسر البخشوان: السيسي يقدم رؤية مُحكمة للسلام العادل غير القابل للمساومةعبد السلام العوامي: مصر صاغت السلام بقوة المبدأ وحكمة الدبلوماسيةحزب شعب مصر: كلمة الرئيس السيسي تؤكد أن السلام غاية القادةمصر المستقبل: خطاب السيسي نموذج للقيادة البناءة.. ومصر رمّانة الميزان الإقليميةبرلمانية: قمة شرم الشيخ محطة فارقة نحو السلام العادل في الشرق الأوسطباسم الجمل: قمة شرم الشيخ للسلام برهان جديد على ريادة مصر بقيادة الرئيس السيسي في ترسيخ الأمن والاستقرار العالمي
الرأي الحر

إبراهيم مدين يكتب: من طرق الأبواب إلى اقتحام التايملاين بين الكلاسيكية والحداثة في التسويق السياسي

إبراهيم مدين
إبراهيم مدين

إبراهيم مدين يكتب:
من طرق الأبواب إلى اقتحام التايملاين

بين الكلاسيكية والحداثة في التسويق السياسي.. "الانتخابات هي التريند القادم"

في مشهد سياسي يتغير بسرعة مذهلة، تشهد الحملات الانتخابية في مصر تحولاً نوعيًا من طرق الأبواب التقليدية التي اعتمدت لعقود على التواصل المباشر بين المرشح والناخب، إلى حملات رقمية تُسيطر على شاشات الهواتف الذكية في جيوب المصريين لكن يبقى السؤال: هل هذا التحول يلغي الطرق الكلاسيكية؟ الإجابة تكمن في الدمج بين القديم والجديد، بين الواقعي والرقمي.

في الماضي، كانت الحملة الانتخابية تعتمد بشكل رئيسي على الفلايرز، اللقاءات الجماهيرية، والتواصل المباشر. كان المرشح يقف بين الناس يتحدث إليهم يتعرف على مشاكلهم، ويعرض برنامجه الانتخابي بعبارات قريبة من حياتهم اليومية. الآن، ومع صعود وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للمرشح أن يصل إلى آلاف الناخبين بضغطة زر.

يمكننا أن نلاحظ التحول الواضح في المشهد الإعلامي المصري، حيث انتقلت غالبية المواقع الإخبارية للتواجد والظهور بقوة على منصات التواصل الاجتماعي. هذا التحول لم يقتصر فقط على الإعلام، بل حتى الجهات الرسمية في الدولة باتت تهتم بالتواجد الرقمي، مع العمل المستمر على تطوير الأداء من خلال رسائل موجهة تعزز التواصل المباشر مع الجمهور، بالإضافة إلى تحسين الهوية البصرية لكل منها لضمان ترك أثر قوي يعكس حضورها الرقمي.

الحملات الانتخابية اليوم أصبحت أكثر شمولية. وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد أداة إضافية بل أصبحت جزءًا أساسيًا من اللعبة السياسية. تشير الإحصائيات إلى أن 70% من الشباب في مصر يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات السياسية، وهو ما يجعل تجاهل هذه الوسائل خطأ استراتيجيًا. من خلال تحليل البيانات وتحديد اهتمامات الناخبين عبر الذكاء الاصطناعي، يستطيع المرشح إرسال رسائل مخصصة لكل فئة يعرض فيها برامجه بما يناسب قضاياهم. ومن ثم يعزز هذه الرسائل الرقمية عبر الحضور الشخصي في الاجتماعات والندوات الجماهيرية. هذا التوازن بين التقليدي والرقمي هو ما سيصنع الفارق في الانتخابات المقبلة.

إننا على أعتاب انتخابات غير مسبوقة، حيث ستتحول السوشيال ميديا إلى ميدان رئيسي للتواصل السياسي. من لا يستعد لهذا التغير الآن سيجد نفسه خارج اللعبة. كل بيت في مصر لديه موبايل متصل بالإنترنت، وكل ناخب بات متاحًا عبر التايملاين. الرسائل الانتخابية لم تعد مجرد منشورات ورقية توزع في الشوارع، بل أصبحت تظهر للناخب على هاتفه الشخصي، في أي وقت، وفي أي مكان.

المرشح الذكي في هذه المرحلة هو من يعرف كيف يجمع بين الحضور الشخصي والرقمي. يمكنه أن يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل اهتمامات الناخبين ثم يخاطبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي برسائل مخصصة تلامس احتياجاتهم وتطلعاتهم. ولكن، لكي تكتمل الدائرة، يجب أن يعزز هذه الرسائل بزيارات شخصية وجهاً لوجه تخلق رابطاً أقوى وأكثر ديمومة. هذا التكامل بين التكنولوجيا واللمسة الإنسانية هو ما سيحدد الفائز في هذه الانتخابات.

ختامًا، الانتخابات القادمة ليست مجرد سباق تقليدي كما عهدناها للوصول إلى مقعد تحت قبة البرلمان، بل هي اختبار لمدى قدرة المرشح على قراءة لغة العصر وفهم أدواته. في عالم يمضي بسرعة، من يطرق أبواب الناخبين بيد، ويصل إليهم عبر شاشاتهم باليد الأخرى، هو من سيمتلك مفتاح المستقبل السياسي

الرأي الحر