الوثيقة
الاقتصاد

السفير مسلم بن أحمد البوسعد : الاقتصاد الدولي سيتغير بعد كورونا ومصر ستكون في المركز السادس عالميا

السفير مسلم بن احمد البوسعد
السفير مسلم بن احمد البوسعد

يشهد العالم حاليا تطورات اقتصادية غير مسبوقة في ظل الجائحة التي اجتاحت أغلب دول العالم، والتي جاءت خلال فترة من الصعود لدول وهبوط لأخرى، وحول هذه التطورات التقينا السفير المستشار الدكتور مسلم بن أحمد البوسعد سفير الاستثمار والتعاون الدولي والممثل الرسمي للقطاع الخاص السعودي في مصر والشرق الأوسط وشمال افريقيا، ليحدثنا عن رؤيته المستقبلية للاقتصاد في المنطقة والعالم خاصة بعد تكريمه من قبل الاتحاد الدولي.

في البداية كيف ترى هذا التكريم من قبل الاتحاد الدولي لرجال الأعمال والمستثمرين ؟

بصراحة سعدت جدا بهذا التكريم خصوصا ان هذا التكريم مفاجأة غير متوقعة وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي والعالم .

هل تعطل عملك بسبب الحظر ؟

العمل لم يتعطل ولكن هناك تقييدًا شديدًا جدا, والعمل بالمعنى اليومي من الاجتماعات واعداد الأوراق والتقارير ومتابعة اعمال الشركات والمنظمات والجهات الحكومية كلها أصبحت عبر تقنية التواصل عن بعد.

يتحدثون بأن اقتصاد العالم بعد أزمة كورونا غير الاقتصاد قبل الأزمة , هل تتفق ام تختلف مع ذلك ولماذا ؟

اثناء هذه الازمة وما بعدها العالم سوف يكون الوضع العالمي مختلفًا ويشهد واقعا جديدا، ولو سنتكلم في حدود الذي نعرفه اليوم والبعد الاقتصادي لابد الا يشغلنا عن البعد الصحي والاجتماعي لأنها اكبر كارثة انسانية ولو سنتكلم عن الاقتصاد سنتكلم عن معضلة لم تشهدها الدول التي شهدت حروب أهلية طاحنة.

بمعنى انه وانت خارج للعمل من المنزل الصباح يكون عندك التعارض بين الحفاظ على الحياة والحفاظ على المعيشة فى الأمور العادية لا يكون تناقض بين الاثنين, ولكن الان اصبح هذا التناقض موجودا والحل الحاسم في هذا الأمر هو اتباع الارشادات الظاهرة من الصحة العالمية والتي تطبقها الدول وفقا لاختبارات الصحة لديها وليس هناك مجال ان ندخل في هذا التناقض غير المبرر.

ولكن بالنسبة لي كان قبل قليل هناك في تحديد ارقام على مستوى العالم واننا حاليا نعيش ركودا غير مسبوق منذ وقت الكساد الدولي الذي سبق الحرب العالمية الثانية, والعالم لم يشهد هذه المرة من الركود الذي نحن فيه بمعنى ان هناك تراجع شديد في الشرق الأوسط في معدلات النمو تصل الى معدلات سلبية على مستوى العالم اذ كان متوقعا له ان ينمو 2.5 % وهذا رقم هزيل ونحن لم نكن راضيين عنه والان التوقعات تتكلم عن هذه السنه الميلادية ان التراجع سوف يكون في حدود ( 2% - 2.5 % ) بالسالب والدول مثل الولايات المتحدة واليابان التراجع سيكون بين ( 2.5 – 3.5 %) بالسالب.

اما أوروبا سيكون التراجع الاقتصادي فيها 5% بالسالب اما الصين سيكون ( 1% - 3% ) بالسالب والدول الاخرى التوقعات تكون فيها صعبة لأنه مثلا مصر هناك سنه مالية و عادة تكون اول 6 او 7 شهور من السنة المالية جيدة جدا لكن للأسف الثلاث والاربع شهور هذه ليست جيدة و يجب مراجعة معدلات النمو للسنة المالية ولكن السنة الميلادية لو سنأخذ بحسابها المفروض النقص منها 50 بالمئة الى 60 بالمئة على الاقل لمعدلات النمو على متوسط الدول النامية هذا طبعا البعد الاقتصادي سيكون له تأثير على دخول الافراد لو اخذنا الدخل القومي للدولة على الافراد سيكون متوسط الدخل فيها متراجعا وسيكون سالبا في النمو على مستوى 170 دوله فيها سيتأثر دخول الافراد وهذا التراجع وفقا لما اعلنته سابقا مديرة الصندوق الدولي كريستين لاغارد , عن حجم الازمة وان توقعات الصندوق الدولي قبل الأزمه تقول بان عشر دول فقط هي التي ستعاني من هذا التراجع السلبي الان اصبحت 170 دولة.

وماذا عن الاثار الاقتصادية المحتملة لأزمة كورونا ؟

اثار كورونا لم نصل اليها الى الان وأول الآثار بعد ازمة كورونا هي:

1- اثار سلاسل الامداد : العالم كله يتجه الى ما يشبه العولمة وفتح الاسواق وبالتالي كان في الشركات وتعدد الجنسيات والشركات يوجد لديها 20 مصنعا في انحاء العالم مصنع في الصين ومصنع في كوريا ومصنع في تايوان وكلها بعد ذلك تنزل في خط انتاج في مكان اخر اكبر , مثل شركة ابل .
2-تغيير واعاده تهيئه بيئة العمل داخل الشركات والمصانع:
المقصود فيها ان اليوم ليس من المعقول ان الشركات لا تغير هيئة المكاتب وخطوط الانتاج والمصانع .
3- الاهتمام بتطوير للأنظمة الخاصة بالتعليم عن بعد او العمل عن بعد :
في هذه الازمة ادركت اغلب وزارات التعليم والحكومات أهميه تأسيس بنيه تحتيه للتعليم والعمل عن بعد .
4- زيادة الاهتمام بالادخار :
نحن اليوم بعد وجود مشاكل وتعطل كثير من التجار و ريادي الأعمال والغاء كثير من الوظائف اصبح انخفاض او انقطاع في الدخل بالتالي لو كان الشخص عنده مدخرات موجوده لكون له الحماية في هذه الفترة التي انقطع فيها عن العمل او ينقطع فيها التاجر عن العمل .
5-تقليل او تأخر لتطبيق خطط التنمية :
نحن نعلم ان كثير من دول العالم مثل السعودية لديها رؤية 2030 ولدى الكثير من دول العالم خطط تنموية في البلد ,هذه الخطط سوف تتعرض الى التوقف او تقليل او تأخير البرنامج الزمني لها .
6- ارتفاع كبير جدا في الديون السيادية حول العالم :
المقصود بالديون السيادية : ديون الدول لماذا سيكون هناك ارتفاع ؟ لأن مكافحه كورونا + دعم الاقتصاد والشركات في القطاع الخاص يتطلب تمويلات عالية جدا جدا وبالتالي سيكون هناك اقتراض لكل دول العالم .
7-ارتفاع البطالة :
بسبب تعثر كثير من الشركات وبسبب المشاكل التي حصلت في المبيعات , الكثير من الشركات حول العالم اعلنت عن تقليل عدد الموظفين او الاستغناء عن عدد كبير منها .
8-سوف يكون تركيز الشركات على المرونة بدل الكفاءة :
اليوم في هذا الوقت اثبتت الشركات التي لديها مرونة في نماذج أعمالها انها تستطيع ان تحول العمل الميداني الى عمل عن بعد وتغير من نماذج عملها وانها تتكيف وتستطيع ان تحقق مبيعات في ظل هذه المشاكل اكثر من الشركات التي لديها فاعليه لكن لا تستطيع ان تبيع وبالتالي سيكون هناك تركيز فيما بعد عن كيفيه تغيير الشركات لنماذج اعمالها وان تكون اكثر مرونة في الظروف الاستثنائية .

9- زياده حالات الافلاس لدى الشركات :
مع التعثر وانه في كثير من الشركات لا يوجد عندها نقدا اساسا ولا تستطيع ان تبيع, كثير من الشركات مبيعاتها ستكون صفر مثل خطوط الطيران والنوادي الرياضية وغيرها من الأنشطة , بالتالي الضعيف من هذه الأنشطة والشركات سوف يعلن افلاسه ومن المتوقع انه سوف يتم اعلان كثير من حالات الافلاس وعن رأيي الان انه في امريكا وغيرها شركات اعلنت افلاسها ولابد ان نفهم ان الافلاس لا يعني الانتهاء والخروج من السوق هناك نوعين من الافلاس : النوع الأول .. افلاس للحماية من الدائنين والتنظيم المالي في الشركات فبالتالي تستطيع ان تعمل و تكمل وهذه اجراءات حماية من الدائنين فهذا يعني انها ستستمر والنوع الاخر .. الشركات التي ستعلن افلاسها نهائيا .
10- تغيير القناعات في كثير من المستثمرين حول بعض القطاعات التي يعتقدون انها مستثناه وبعيدة عن المشاكل والأزمات .

ماهي الدول التي ستصعد اقتصاديا بعد هذه الأزمة والتي ستستفيد من هذه الأزمة وتخرج قوية ؟

الدول المتماسكة ذات الاسس المتينة واحترام قواعد القانون التي لا تعاني من صراعات ومنازعات وعندها بنيه اساسيه مناسبة وعندها استعدادات انها تدخل في المجالات الجديدة والحركة في المستقبل .

هل تؤيد مقولة ان مصر ستصبح الاقتصاد السادس في العالم بعد عشر سنوات ؟

نعم , بناء على دراسة أمريكية في عام 2030 ميلادي سيكون الاقتصاد الأكبر في العالم هو الصين ويضعف الاقتصاد الأمريكي والهند ستصبح الاقتصاد الثاني في العالم يليها الاقتصاد الثالث امريكا , ودول كثيرة منها روسيا ستحتل المركز الرابع وإندونيسيا ستكون الدولة الخامسة في التصاعد في اقتصاد العالم بالتالي ستكون مصر الاقتصاد السادس في العالم بسبب حجم قوتها .

الان الدول الأكثر سكانا والأكثر شبابا هي الدول الأقوى لأنه في عصر المعرفة .. الطاقة الإنتاجية ليست برأس المال فالقيمة للاختراعات والابتكارات , مصر اليوم انتاج النمو الاقتصادي يصل الى 8% وهذا الأعلى في العالم والصين انخفض انتاجها في النمو من 8% الى 6%, فمصر والصين تنفردان بنمو انتاجها الاقتصادي بسبب ..
اولا : عدد سكانها الكبير.
ثانيا: استثمارها في البيئة التحتية لبناء الثروة .
مصر ركزت على بناء بنية تحتية وتنتج الثروة لذلك نجد المواطن المصري ليس كثير الفرح لأنه لا يرى الأثر عليه ,وفي مصر مثلا ليس هناك توعية كافية في الاعلام المصري ان ما نستثمر الآن هو لابنك ولحفيدك في المستقبل ولبقية اجيال المستقبل . بالإضافة الى ان الحياة فيها أربعة أشياء لا تتوقف وهي: الاكل، والادوية، والتعليم، وأدوات تقنية المعلومات , فكلها أصبحت حاجات أساسية في الحياة .

ماهو أفضل استثمار في زمن كورونا؟

سوق الأسهم، وسوق العملات الرقمية ، والملاذات الآمنة وهي السندات والذهب . والعملات الآمنة وهي الين الياباني, الفرنك السويسري , الدولارالامريكي .

المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي هل سيكون هناك تغيير يطرأ عليها بعد أزمة كورونا؟

المنظمات الدولية مثلها مثل نظم كثيره إقليمية وايضا على مستوى الدول انشغال شديد في محاولة التصدي للأزمة و في نفس الوقت في إثبات جدارتها بما هو ممنوح لها من اعتبارات وقدرات وسلطات وبالتالي هي في مرحلة اختبار في هذه اللحظة وفي كيانات جديدة تطلع على شكل مؤسسات مالية جديدة ممكن ان تسهم في هذا العالم الجديد ولكن نحن لسنا في وضع مماثل لما نحن عليه في التسعينات انه هناك مؤسستين او ثلاثة هم الذين سينظر لهم و لكن في تشكيله من المؤسسات والمنظمات هي الى الان في محل الاختبار لجدارتها وفي مراجعات مع الوقت عن مدى أهلية وكفاءة هذه المؤسسات والمنظمات وما يجب ان يطرأ عليها من تغيير من المتوقع ان تكون هناك مراجعات للمنظمات الدولية الفترة المقبلة .

ماذا تقول للدولة السعودية؟

يسرني ان اتقدم بالشكر والتقدير والدعاء بعد شكر الله جل في علاه للقادة لدعمهم اللامحدود لي , لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اّل سعود والى سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان اّل سعود والى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفقهم الله واعانهم وحفظهم ورعاهم .

السفير مسلم بن احمد البوسعد المملكة السعودية كورونا الاقتصاد مصر الوثيقة

الاقتصاد