محمود أبو الحاج: الحرب الإسرائيلية الإيرانية أدخلت الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة من الضبابية


قال الخبير الاقتصادي محمود أبو الحاج، إنه وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران يدخل الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة من الضبابية وعدم اليقين، خاصة في ظل حرب تجارية قائمة بالأساس وأزمات اقتصادية ممتدة على أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي والإقليمي، موضحًا أن استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستوى العالمي والإقليمي.
وأضاف أن هناك تأثيرات جانبية أخرى ظهرت بالفعل نتيجة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، مثل اضطرابات النقل والسياحة واللوجستيات، وتحويل مسارات الطيران والتجارة البحرية، وهو ما قد يؤدي إلى تعميق الأثر الاقتصادي حال اتساع رقعة الحرب، موضحًا أن التصعيد يرفع من تقلبات أسواق المال وسوق الصرف، ويدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري؛ محذرًا من احتمال خروج رؤوس الأموال من بعض أسواق المنطقة، في ظل حالة الغموض القائمة، وهو ما يُعزز من حالة الحذر لدى المستثمرين الدوليين.
وحذر من تداعيات انخراط الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ما قد يوسع من نطاق المواجهة ويُزيد المخاطر المرتبطة بالمنشآت النووية، مثل مفاعل "فوردو" الإيراني، ما قد يُدخل المنطقة في دوامة من التصعيد الخطير، مشيرًا إلى وجود مخاطر متزايدة مرتبطة بالحرب الإلكترونية والهجمات السيبرانية التي قد تستهدف البنى التحتية الحيوية وحقول النفط الإيرانية.
ولفت إلى أن أي أزمة سياسية كبرى، خاصة إذا كانت في صورة حرب، تنعكس بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، وهو ما نشهده حاليًا مع اندلاع المواجهات بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن هذه الحرب تركت أثرًا سريعًا على أسعار النفط العالمية وحركة التجارة في منطقة الشرق الأوسط، مما أثر بدوره على أوروبا والولايات المتحدة أيضًا.
ونوه بأن إسرائيل لن تتحمل تبعات هذه الحرب طويلًا، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية، موضحًا أن مصر رغم تأثرها الطبيعي بتقلبات أسعار النفط، إلا أن التأثير سيكون محدودًا نسبيًا نظرًا لاعتمادها على مزيج من مصادر الطاقة، بخلاف أوروبا التي تعتمد بشكل أكبر على مصادر الطاقة التقليدية، مشيرًا إلى أن تلك الأزمة قد تُمثل فرصة للصادرات المصرية، خصوصًا تجاه دول الخليج وأوروبا، التي قد تتجه إلى مصر لتلبية احتياجاتها الغذائية والصناعية في ظل تعطل بعض مصانعها.