«الثقافى البريطانى» يدرب 350 شابًا وفتاة على دمج وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة فى المجتمع
الوثيقة الوثيقةاحتفل المجلس الثقافي البريطاني في مصر بالتنفيذ الناجح للمرحلة الأولي من برنامج التمكين الشامل للشباب (IYE) والتي إستمرت لمدة 9 أشهر. ويهدف البرنامج إلى إشراك الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة من الجنسين في التنمية الاجتماعية لمجتمعاتهم المحلية والتحرك نحو مجتمع أكثر شمولا للنساء والأشخاص ذوي الإعاقة.
شارك في البرنامج 350 شاباً من الذكور والإناث على مدى 9 أشهر، وتم تدريبهم على مهارات وموضوعات متنوعة، بما في ذلك المناظرة والتأييد، والنشاط الاجتماعي، وكتابة ورق السياسات، والتوعية بقضايا النوع الإجتماعي والأشخاص ذوي الإعاقة. وقد صمم البرنامج للوصول إلى المجتمعات المحلية التي لا يتاح لها الحصول على مثل هذه الفرص من خلال 6 مؤسسات مجتمعية شريكة نفذت البرنامج في 8 محافظات مختلفة بما في ذلك القاهرة والجيزة والإسكندرية وقنا والمنيا والبحيرة والدقهلية والغربية.
وعلق مارك هوارد، مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر قائلاً: "لقد أُعجبت بشدة بمستوى الشباب وشغفهم والتزامهم. نحو 60٪ من السكان في مصر تقل أعمارهم عن 30 عامًا وهؤلاء الشباب هم المستقبل ومما رأيته أرى أن هناك أمل في جعل العالم مكانًا أفضل".
وفي حدث وصفه جميع الحضور ’بالمبهر‘ لمس الجميع الطفرة التي حدثت للشباب المشاركين سواء ممن شاركوا في المناظرة الختامية -وكانوا على مستوى لافت للنظر من الإستعداد بالبيانات والمعلومات الموثقة واللباقة والثقة بالنفس- أو ممن أسسوا مبادرات مجتمعية هادفة تطبيقا لما تعلموه في البرنامج ووظفوا خلفياتهم المعرفية لخدمة مجتمعاتهم، أو من شاركوا في جلسة النقاش الختامية حول "تحديات دمج ذوي الإعاقة البصرية في سوق العمل في مصر" بحضور مجموعة من رواد المجتمع في هذ المجال. شارك في الجلسة الختامية الدكتور عبدالمنعم الشرقاوي - رئيس الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة التابعة لوزارة الاتصالات، و لي لي فؤاد عطا الله رئيس مجلس أمناء مؤسسة دايزن لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة، و مصطفى عطية، خبير دولي واستشاري لشؤون الإعاقة والدمج الإجتماعي، د. رشا إرنست - مستشارة إدماج وعضو هيئة تدريس بجامعة القاهرة ومؤسسة مبادرة ihelp.
وخلال جلسة النقاش تمت مناقشة ورقة سياسات أعدها الشباب بخصوص الموضوع وتوصلوا من خلالها إلى وجود عدة تحديات أهمها: ثقافة المجتمع والصور النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والتي هي أحد أهم التحديات لدمجهم في المجتمع لأنها تؤثر في إتخاذ القرارت بشأنهم مثل رفض بعض أصحاب الأعمال توظيف ذوي الإعاقة البصرية لإعتقادهم بعدم قدرتهم على أداء عدة مهام دون محاولة التفكير من الناحية الأخرى فيما يمكنهم القيام به. ومن التحديات الأخرى الإتاحة الموجودة في الجامعات المصرية وعدم كفاية التجهيز للمواد العلمية وبالتالي يتخرج الشخص وهو غير مؤهل بالقدر الكافي للمنافسة في سوق العمل. كما أشارت الورقة أيضاً إلى تحديات إتاحة المكان والإتاحة التقنية لتهيئة مكان العمل للأشخاص ذوي الإعاقة. وناقشت اللجنة الآليات المقترحة للتغلب على هذه التحديات مثل عمل حملات توعية برسائل ووسائل تناسب كل ثقافات المجتمع لتقبل وقبول فكرة التنوع وخاصة وأن المجتمع المصري لديه درجة كبيرة من قبول الإختلاف بدليل لجوء العديد من مواطني الدول المجاورة لمصر. كما أشارت اللجنة إلى أهمية تحويل التعامل مع مسألة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من توجه قائم على مبادرات متفرقة إلى منهج مؤسسي.
وقد أشار الدكتور عبد المنعم الشرقاوي في هذا السياق إلى الجهود التي تبذلها الدولة لتوطين صناعة التقنيات المساعدة التي يحتاجها الأشخاص ذوي الإعاقة في القيام بأنشطتهم اليومية حتى تتوفر هذه الإمكانيات بأسعار معقولة.
وقد عكست ال16 مبادرة المجتمعية وأوراق السياسات الستة التي أعدها الشباب المشارك تنوعاً في الأهداف ولكنها إجتمعت في مضمونها على دمج وإشراك المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة، مثل مبادرة «Ramp Up» التي تسعى لجعل الأماكن العامة متاحة وسهلة الوصول للأفراد ذوي الإعاقة الحركية من خلال بناء منحدرات ونظم رفع لتسهيل تنقلهم. ويتم تنفيذ هذه المبادرة في مركز شباب النصر بالإسكندرية حيث يستفيد منها فريقي كرة السلة وتنس الطاولة المشاركين في الألعاب الأولمبية للأشخاص ذوي الإعاقة. وتشمل المبادرة تجديدًا شاملاً لمباني المركز وإنشاء مسار آمن لفريق كرة السلة لتيسر الوصول إلى الملعب. تشمل المبادرة أيضاً حملات توعية على منصات التواصل الاجتماعي، مع التأكيد على أهمية دمج الأفراد ذوي الإعاقة في المجتمع.
وهناك أيضا مبادرة "شطورة" التي تسعى للتمكين الاقتصادي للمرأة في قرية النخلة البحرية بمركز أبو حمص بالبحيرة وتعليم السيدات الريفيات طرق الحلب الآمن والتغذية السليمة للماشية لإنتاج منتجات ألبان عالية الجودة وكذلك طرق إنتاج السماد الطبيعي (الكومبست) من المخلفات المنزلية.
نجح البرنامج في العمل مع 350 من الشباب (ذكورا وإناثا) وإمتد تأثير الفعاليات التي أقامها الشباب وبلغ عددها 65 فعالية لحوالي 1400 مستفيد بشكل مباشر و 8000 شخص بشكل تفاعلي وغير مباشر. تم تنفيذ البرنامج بالشراكة مع ست مؤسسات مجتمعية، وهي: صوت شباب مصر، Empower Hub للتدريب والتنمية، مؤسسة Circle، مؤسسة Thinking Academy للبحث والتدريب، مؤسسة Educality ، ومؤسسة الملتقى للتنمية.