قتلى وجرحى وإحراق منازل مسؤولين.. وإضراب في النجف


لقي 4 متظاهرين حتفهم وأصيب العشرات امس في بغداد بعدما أصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها القوات الأمنية باتجاه المحتجين، في اليوم الـ 21 للاحتجاجات المطالبة بإعادة تشكيل العملية السياسية، بحسب ما أكدت مصادر طبية.
وأشارت المصادر أيضا إلى سقوط 62 جريحا، قرب جسر السنك المتاخم لساحة التحرير بوسط العاصمة التي كانت منطلقا للاحتجاجات.
وأفادت مصادر بأن 3 من المحتجين توفوا بعدما أصابتهم عبوات غاز مسيل للدموع بشكل مباشر في الرأس وان الرابع توفي في المستشفى متأثرا بجراح من قنبلة صوت أطلقتها قوات الأمن.
واستخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وعبوات الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا قرب ميدان التحرير بحسب ما أفادت «رويترز».
وقالت الشرطة والمصادر الطبية إن نصف المصابين على الأقل يعانون من إصابات بالذخيرة الحية.
والآخرون أصيبوا باختناق بسبب الغاز المسيل للدموع أو بأعيرة الرصاص المطاطي.
وقالت مصادر أمنية إن المحتجين أضرموا النار في وقت متأخر من مساء أمس الأول في منازل مسؤولين محليين في بلدة غراف على مسافة 25 كيلومترا جنوبي الناصرية.
وأوضح الشهود ان متظاهرين أحرقوا منازل أغلب أعضاء المجلس البلدي في قضاء الغراف والمدينة تشهد عملية انفلات أمني كبير، ويتجمع غالبية المتظاهرين في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وشهدت مدينة النجف امس، إضرابا عاما تأييدا لمطالب المتظاهرين لإصلاح العملية السياسية في البلاد.
وأغلقت المحال التجارية في الأسواق الكبرى أبوابها وانضم أصحابها إلى آلاف من الموظفين وطلبة المدارس والمعاهد والجامعات إلى المظاهرات.
وشهدت ساحة التحرير ببغداد وساحات التظاهر في محافظات البصرة والناصرية وميسان وواسط والسماوة والديوانية وكربلاء والنجف وبابل، تدفقا بشريا منضمين إلى آلاف المتظاهرين والمعتصمين داخل سرادق وخيم تم نصبها منذ انطلاق المظاهرات في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
وذكر شهود عيان أن العشرات من المتظاهرين انسحبوا من الطريق المؤدية إلى مجمع حقل مجنون النفطي شمال شرقي البصرة بعد ساعات من الاعتصام الليلة قبل الماضية، التي شهدت اضطرابات أمنية خطيرة على خلفية قيام متظاهرين بإحراق منازل نواب وموظفين كبار في مناطق متفرقة في محافظة ذي قار مما أجبر القوات الأمنية على استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وشهدت جميع ساحات التظاهر والمدن المتظاهرة هدوءا وانتشارا كثيفا من قبل القوات الأمنية حيث أغلقت وبشكل كامل ساحة الخلاني أمام حركة المتظاهرين باتجاه ساحة التحرير ووضعت كتل اسمنتية لمنع تسلل المتظاهرين والاصطدام بالقوات الأمنية المنتشرة قرب جسر السنك.
وذكر مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي أن ساحات التظاهر شهدت تدفق آلاف الموظفين للإعلان عن الاضراب العام لمدة يوم واحد تضامنا مع مطالب المتظاهرين.
كما شهدت الساحات فعاليات فنية متنوعة أبرزها إقامة جلسات غنائية وجلسات شعرية، فيما واصل العشرات من الرسامين تخليد أيام التظاهر بجداريات داخل نفق ساحة التحرير وفي عمارة المطعم التركي الذي يتحصن فيه المتظاهرون ويطل على نهر دجلة قبالة المنطقة الخضراء الحكومية.
وفي سياق آخر، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مجلس القضاء الأعلى تأكيده إطلاق سراح 1648 من المتظاهرين الذين تم توقيفهم مؤخرا. كما أعلن المجلس عن تشكيل «محكمة مركزية لمكافحة الفساد».