الوثيقة
شؤون عربية ودولية

أردوغان: اللغة التركية تتوغل في سوريا وأمن دمشق مرتهن بأنقرة

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات مؤخّرة أن اللغة التركية باتت تُستخدم كلغة ثانية للتواصل في عدد من المدن السورية، في إشارة قوية إلى تعزيز النفوذ الثقافي التركي داخل سوريا، ما يرسّخ روابط تاريخية وسياسية بين البلدين. وتشير تحليلات إلى أن هذا التوجّه اللغوي يأتي في سياق متسارع من التعاون بين دمشق وأنقرة، يهدف إلى إعادة بناء علاقات استراتيجية شاملة، تشمل الأمان الاقتصادي والثقافي.

أردوغان ربط بين أمن دمشق وأمن تركيا، مؤكّدًا في عدة مناسبات أن استقرار العاصمة السورية ليس منفصلاً عن استقرار أنقرة، وأن الجهود المشتركة لإعادة الإعمار والتنسيق الأمني بين الجانبين ستتواصل بلا هوادة. من وجهة نظره، هذا الربط هو “ضمان متبادل” لتحصين المنطقة من أي تهديدات قد تنشأ في المستقبل، وتعميق العلاقات بما يخدم المصالح التركية والسورية على حدّ سواء.

وبالفعل، تترجم هذه التصريحات إلى خطوات عملية؛ فقد أُعلن مؤخرًا عن افتتاح قسم للغة التركية في كلية الآداب بجامعة دمشق، في إطار تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجامعتين السورية والتركية. قسم اللغة التركية سيمكن طلاب سوريا من التعلّم والتواصل مباشرًا مع الثقافة التركية، ما قد يفتح آفاقًا أوسع في التعليم والتبادل، ويؤسس لجيل يعرف اللغة التركية جيدًا ويستفيد من العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين.

من جهة التحليل، يرى بعض المراقبين أن تركيز أنقرة على اللغة التركية في سوريا هو جزء من استراتيجية “القوة الناعمة” التي تعتمدها تركيا لبناء نفوذ ثقافي وسياسي في المنطقة. هذا النفوذ لا يقتصر على البعد اللغوي، بل يمتد إلى أبعاد أمنية وإدارية واقتصادية، خصوصًا في ظل التوترات التي تعيد تعريف دور تركيا كلاعب إقليمي محوري في الملف السوري.

مع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن الربط بين اللغة والأمن يمكن أن يكون له تداعيات جدلية، خاصة إذا ارتبط بمشروع إعادة إعمار مشروط بتحالفات استراتيجية. في هذا السياق، يرى آخرون أن إدخال اللغة التركية في المؤسسات التعليمية السورية هو خطوة رمزية لكنها ذات مدى عملي حقيقي، قد تسهل التعاون بين البلدين وتدعم عملية استقرار محلي من خلال تعزيز التفاهم بين الشعوب.

بالمجمل، تصريحات أردوغان تعكس تحركًا تركيًّا استراتيجيًّا نحو سوريا، يرى فيها فرصة لإعادة ترسيخ وجوده الاقتصادي والثقافي، وربط الأمن السوري بمصالح أنقرة، في سبيل مشروع إعادة إعمار يرى فيه الكثير من الرهان على العلاقات المتجددة بين روسيا وتركيا وسوريا.

اردوغان تركية سوريا الشرع تركيا و سوريا

شؤون عربية ودولية