كارثة بمتحف اللوفر.. إتلاف مئات المخطوطات النادرة في قسم الآثار المصرية بفرنسا
كشفت صحيفة لوفيجارو الفرنسية اليوم الأحد، عن حادث داخلي مؤسف هز أروقة متحف اللوفر، أحد أبرز الصروح الثقافية في العالم، حيث تسبب فيضان مفاجئ في إتلاف حوالي 400 كتاب ومرجع علمي قديم ونادر ضمن مجموعة الأرشيف والمكتبة الخاصة بقسم الآثار المصرية. وقالت الصحيفة إن الحادث، الذي وصفه البعض بأنه كارثة توثيقية، وقع نتيجة عطل فني في أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) الخاصة بالمبنى. وأوضح المصادر أن التسرب كان كبيراً لدرجة أن المياه تدفقت إلى منطقة حساسة للغاية في المتحف، وهي منطقة تخزين المراجع والمخطوطات التي يعتمد عليها الباحثون وعلماء المصريات في دراساتهم وأبحاثهم المتعمقة. هذه المجموعة لا تقدر بثمن من الناحية المعرفية، حيث تضم سجلات وأبحاثاً ونسخاً من فهارس ووثائق تاريخية تُعد أساسية لفهم وعرض المجموعة المصرية الهائلة التي يمتلكها المتحف. وعلى الفور، هرعت فرق الصيانة والترميم التابعة للمتحف للسيطرة على الأوضاع وبدء عملية تقييم الأضرار، وتأكيداً على أهمية حفظ المجموعات الأثرية، أكدت إدارة اللوفر أن التدابير الاحترازية كانت فعالة في حماية المعروضات الرئيسية والقطع الأثرية المصرية القديمة، والتي ظلت بمنأى عن الفيضان. إلا أن تركيز الجهود الآن ينصب على محاولة إنقاذ المراجع المتضررة من التلف الكامل. الفرق المتخصصة في ترميم الوثائق والمخطوطات تعمل حالياً باستخدام تقنيات التجفيف بالتجميد (Freeze-drying) وغيرها من الأساليب المتقدمة لتقليل الخسارة في هذا التراث الوثائقي الهام. ويثير هذا الحادث تساؤلات جدية حول سلامة البنية التحتية في المتاحف الكبرى عالمياً، خاصة مع تزايد الاعتماد على الأنظمة الميكانيكية المعقدة لإدارة المناخ الداخلي وحماية الأعمال الفنية. ورغم أن متحف اللوفر قد استثمر بكثافة في تحديث منشآته، يبرز هذا الفيضان الحاجة إلى مراجعة شاملة لبروتوكولات الطوارئ والصيانة الوقائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد التراث المعرفي العالمي. ويُنتظر أن يصدر المتحف تقريراً مفصلاً يوضح حجم الخسارة النهائية وخطة العمل لتعويض هذا التلف الوثائقي.

.png)


































