بركان إثيوبيا يثور بعد آلاف السنين وسحب الرماد تصل لدول عربية
شهد شمال شرق إثيوبيا، في إقليم عفر، اليوم ثوران بركان هايلي غُوبي (Hayli Gubbi) لأول مرة منذ حوالي 12,000 سنة، في حدث جيولوجي نادر جذب اهتمام العالم بأسره. البركان، من نوع شيلد، اندلع بشكل مفاجئ مسبّباً أعمدة ضخمة من الرماد والدخان وصلت إلى ارتفاع يقارب 14 كيلومتراً، مع توجه سحب الرماد نحو دول مجاورة مثل اليمن وعُمان.
وجاء الثوران في منطقة نائية نسبيًا، مما قلّل من المخاطر المباشرة على السكان المحليين، لكن السلطات الإثيوبية أصدرت تحذيرات للسكان في محيط البركان، داعيةً إياهم إلى توخي الحذر وارتداء أقنعة للوقاية من الجسيمات الدقيقة التي يحملها الرماد، والتي قد تسبب مشكلات في الجهاز التنفسي. كما حذرت المنظمة العالمية للطيران المدني من أن الرماد البركاني قد يؤثر على الملاحة الجوية في المنطقة، خصوصاً الرحلات العابرة للبحر الأحمر.
ويأتي هذا الحدث في سياق النشاط التكتوني الكبير في منطقة وادي الصدع الكبير (Rift Valley)، حيث تلتقي الصفائح الأرضية، مما يجعل المنطقة معرضة لنشاط زلزالي وبركاني مستمر. ويقول العلماء إن هذا الثوران يوفر فرصة علمية فريدة لدراسة التغيرات الجيولوجية في شرق أفريقيا، ويساعد في فهم كيفية تطور النشاط البركاني في المستقبل.
كما أكد برنامج Smithsonian Global Volcanism أن البركان لم يشهد أي ثورات موثقة خلال الهولوسين، ما يجعل هذا الحدث نادراً وفريداً من نوعه. وفي سياق التحذيرات، تم إخلاء بعض القرى المجاورة وتجهيز فرق الطوارئ لمتابعة أي تداعيات محتملة، مع استمرار رصد النشاط البركاني على مدار الساعة.
وتشير التقديرات إلى أن الرماد البركاني يحمل جسيمات زجاجية وصخور دقيقة، وقد يؤثر على صحة الإنسان والحيوان والزراعة إذا استمر تراكمه لفترات طويلة. وأكد المسؤولون الإثيوبيون على ضرورة الالتزام بالتوجيهات الرسمية، والابتعاد عن مناطق الانفجار المباشر للسلامة العامة.
ويتابع العلماء والمختصون في شؤون البراكين هذا الحدث عن كثب، حيث يعتبر ثوران هايلي غُوبي علامة على النشاط الجيولوجي في منطقة حيوية، ويُعد دراسة هذه الظاهرة مهمة لفهم سلوك البراكين النادرة وكيفية التعامل مع آثارها البيئية والاجتماعية.
هذا الثوران العالمي النادر أعاد الانتباه إلى إثيوبيا كواحدة من أبرز المناطق البركانية في أفريقيا، وأكد أهمية الاستعداد والتعاون الدولي لمواجهة المخاطر الطبيعية، مع متابعة مستمرة لسحب الرماد وتأثيراتها المحتملة على البلدان المجاورة.


































