الوثيقة
شؤون عربية

الهجري: لم نشعر بفارق بين الأسد ونظام الفصائل التكفيري الممزوج بالدواعش والأجانب الحالي

الشيخ حكمت الهجري
الشيخ حكمت الهجري

أصدر الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي للمـوحـديـن الـدروز بيانا تناول فيه التطورات السياسية والأمنية عموم سوريا، بالتزامن مع ذكرى سقوط نظام الأسد.
وقال البيان: مع اقتراب نهاية هذا العام الصعب علينا جميعا، نتوجه إليكم من موقعنا في الرئاسة الروحية بهذا الحديث الأهلي الذي اعتدناه. وعسى أن يكون الغد أفضل وفق طلباتكم المحقة ومساعيكم الحثيثة بحرصكم وصبركم لنصل إلى بر الأمان في أقرب وقت .
وأضاف: منذ عام مضى، هرب بشار وفق ترتيبات دولية وسقط نظامه الهش دون أي أثر، وحل محله نظام فصائل مسيسة مع عصابات تكفيرية ممزوجة بالدواعش والأجانب، وطوال تلك الفترة الانتقالية لم نشعر بأي فارق بين ما كان من ويلات نظام الطاغية وويلات ومجازر نظام العصابات الجديدة سوى بالأسماء والأشكال.
وكلما طلبنا حقوق السوريين زاد الحقد الدفين علينا، وراحوا يختلقون المبررات لغزونا وإبادتنا، حتى اخترقَنَا حقدهم لتحل علينا فجائع تموز الأسود ، فارتكبوا المجازر والويلات بأهلنا المدنيين الأبرياء. وأحرقوا بيوتنا وسرقوا أرزاقنا، وانتهكوا الأعراض والأعراف، وتم حجبنا عن العودة إلى قرانا لدواع أمنية ومشيئة دولية. وسنبقى مثابرين لاسترجاع بيوتنا، التي استشهد فيها كثيرون ولم نستطع الوصول لدفن أجسادهم الطاهرة التي تفسخت في العراء، مما زاد الجريمة بشاعة لم يكن لها مثيل عبر تاريخ البشرية. لذلك، فقد هب رجالنا دفاعا عن الأرض والعرض والوجود، فقهرنا حملة الإبادة، وأعلننا طلب استقلالنا لنحفظ كرامتنا وسلمنا، بتطبيق حق تقرير المصير وفق القوانين الدولية، ولن نتراجع ما دامت إرادتنا ثابتة موحدة وفق مشيئة الأهل. فدماؤنا ودماء أهلنا وأجدادنا مجبولة بتراب باشان، ومتجذرة في صخره الأزرق القوي.
وعلى الجميع توحيد التوجه وتبادل الثقة. والإيمان بمن يحمل مسؤولية القيادة. فلا يزال جرحنا العميق مفتوحا.. ولا تزال حرائرنا وأبناؤنا تحت سطوة الخطف والتغييب، ولا يزال القصف يطال بيوت أهلنا كل ليلة. ولا نزال تحت الحصار من كل الجهات وبكل المجالات. لذلك ندعوكم للوقوف بعيدا عن المهاترات.
وطالب بضرورة الثبات والبعد عن الانتقام والكيد والتلفيق والتخوين في غير محله. قائلا: فلا يزاود علينا احد، لا بتمثيل غير مكلف به، ولا بآراء ولا بأية مواقف مختلفة عن توجهات أهل باشان.

وأضاف: ليتوقف من هم من خارجنا عن معاداتنا بكل الطرق الملتوية بخلاف ما يتوجب عليهم . ونحن أدرى بحالنا .
وأوضح أن الرئاسة الروحية تستنكر كل الأفعال الخارجة عن القانون وتدعو لمحاسبة الخونة والإرهابيين.
وأضاف أنّ كلّ من يقدم على سرقة أهله ولقمة عيشهم وإعاناتهم، ومن يتاجرون بقوت الناس ووسائط عيشهم، ويتبادلون الرشاوى، وكل من يسرق أرزاق إخوته، ويعتدي على الأملاك العامة والخاصة بلا وجه حق، ومن يقف في وجه تطبيق العدالة، ويستغلون وضع البلد بالبلطجة والإرهاب واكتساح الحقوق، ومن ينشرون أفكاراً كاذبة لزرع الفتنة، لا يفرقون عن الإرهابيين في شيء، ويستحقون العقاب، ولا يظن أحد أنه سيهرب بأفعاله المشينة مهما كانت.
وقال: إن أهلنا وان تغاضوا اليوم فلن ينسوا من سرقهم ومن قتلهم ومن يحاول النيل من صمودهم ومن يحاول انتهاك كرامتهم.
وأكد أن لا أحد مخول بالمحاسبة والعقاب لوحده فهناك جهات مختصة لذلك. والفاعل بما فعل، ومن خاننا ليس منا.
وأضاف: يؤسفنا أن يكون بيننا نفوس ضعيفة، فما شهدناه مؤخرا من تخاذل ومحاولة لكسر أهلهم، فلم يكونوا جديرين بالانتماء لباشان وأهله. وتم تقديمهم للقضاء أصولا. ونؤكد أننا لن نسامح مجرما بدماء أهلنا كائنا من كان، ولن نرحم أحدا من مجموعات الظلام والإرهاب والخيانة، وسنبقى في مواقع الدفاع، والويل لمن اعتدى ..
ضوابط البيان استمرار التحريض الطائفي والإصرار على إبادة الأقليات ومتابعة نهج الإرهاب رغم الإرادة الشعبية والدولية، وما حصل من اعتداءات ومجازر طائفية على إخوتنا العلويين والمسيحيين في حمص والساحل، والاعتداءات المستمرة على مناطق قسد، فاستمرار هذا النهج لا يجلب سوى الويل والدمار للمنطقة، ونطالب الجهات الدولية بالتدخل ووقف كل هذه الانتهاكات والاعتداءات.
وأكد على الدعم الكامل لحقوق الأكراد ، وندعم ونبارك لإخوتنا في الساحل السوري يقظتهم ورفضهم للظلم في مناطقهم.
وقال: نتابع أبناءنا وأهلنا المغتربين في كل أصقاع العالم . هؤلاء الفرسان الذين قدموا لأهلهم كل ما استطاعوا ، ونحرص عليهم ونتابع ما يتعرضون له في غربتهم ، وقد سعينا مرارا لفك كرباتهم . ونقول لهم : أينما كنتم صوتكم يصدح فخرا بيننا . وأينما أمطرتم فجبل باشان يزداد خصوبة بعطاءاتكم . وأنتم سفراؤنا أينما كنتم . ولتبق نجمتنا وضاءة معطاءة للبشرية . وأينما حللتم فأنتم بناة أوطان وصناع سلام .
وكل التحية والتقدير لجيشنا في قوات الحرس الوطني ، على أصالتهم وحسن بنائهم الطوعي المنظّم . فهم حماة باشان وأهله. .. والشكر موصول لرجال الأمن الداخلي ضباطا وأفراد ، وسيكون لهم الحضور الأكبر برقيهم وأداء واجباتهم في مواقعهم التي تقدموا إليها متطوعين بإخلاص لأهلهم ... . وتحية للإخوة المسيحيين الصامدين معنا وبيننا ، وكيف لا وهم أبناء باشان ... ومع كل آلامنا ومعاناتنا لا ننسى ان نستذكر ميلاد مسيح الحق وندعو ان يعاد العام القادم على الجميع بالخير والسلام.

وختم البيان بتحية الأقليات المتمسكة بأصولها ومناطقها ومبادئها، بسلميتها وطيب اندماجها بالمحيط الذي تعيش فيه دون اضطهاد ولا قهر ولا تحييد من أحد.
أيها الأهل والأبناء. نعرف مساعي الدول ومراميها، ونتابع طلب حقنا التاريخي مع الدول المنفتحة التي يهمها تطبيق القرارات الدولية، والحرص على حقوق الإنسان، وإيصال الشعوب إلى حقوقها، وعلى الأخص مواقفها مما مررنا به من حرب إبادة طائفية في باشان الحبيب.. فتحية لدولة اسرائيل حكومة وشعبا، ولكل الدول العظمى التي تقدّر ما نقوم به وتسعى للحل. وسنبقى أوفياء لكل من يعيننا، فنذكرهم بالخير.
أحبتنا. معكم وبآرائكم ووفق طلباتكم وجهودكم، سنستمر مثابرين بإصرار على انتزاع حقوقنا بالكامل وتحرير قرانا ومخاطيفنا نساءا ورجال. لذلك فالمطلوب منا جميعا الصبر والانضباط والثقة، ليكون باشان نقطة استقرار للجميع، ولؤلؤة ناصعة في منطقة الشرق الأوسط، كريما شامخا بأهله أينما كانوا. وليحيا باشان حرّا مستقلا بقراراته وإدارته، بمكوناته وجذوره الحية المعطاءة.

الدروز الموحدين سوريا قسد باشان الوثيقة

شؤون عربية

الفيديو