الوثيقة
«بن مساعد»: لا أحد من المحترفين الأجانب في المنتخب السعودي يستحق راتبه سوى «رونالدو»يسبب الوفاة في7 أيام.. هل هناك قلك انتقال فيروس ماربوج القاتل لمصر؟سموحة يتخطي غزل المحلة ويصعد لدور الـ16 ببطولة كأس مصربنك الشفاء المصري يعلن رعايته لبرنامج دولة التلاوة في إطار استراتيجيته التنموية الشاملةحسام خضرا يكتب: الأخضر لم يعد حمساوياًمجموعة شركات فالكون تؤمن مهرجان ”ذا بيست” في منطقة الأهرامات التاريخيةالنائبة نجلاء العسيلي: تغليظ عقوبة التحرش بالأطفال ضرورة وطنية لحماية البراءة وردع المجرمينالنصر للسيارات تعود بأرباح 35 مليون بعد 15 عامًالأول مرة منذ 3 سنوات.. مصر تسجّل أعلى نمو اقتصادي بدعم من السياحة وقناة السويسالخارجية تستعيد 131 مصريًا من ليبيا وترحيل 2600 منذ بداية العامإنشاء مجمع ضخم للصناعات الكيميائية الفوسفاتية في السخنة باستثمارات مليار دولاررسميا.. الوفد يتقدم بأول مقترح بـ”الشيوخ” لتنظيم سوق العقارات ومنع بيع الوهم
الرأي الحر

حسام خضرا يكتب: الأخضر لم يعد حمساوياً

حسام خضرا
حسام خضرا

منذ أن بدأت إسرائيل حربها على قطاع غزة في أكتوبر 2023، كانت تدرك جيداً أنه لا توجد خطة واضحة سوى الهجوم بنيران كثيفة وخوض التجارب للوصول إلى الحل المثالي لمعضلة حماس بما يكفل عدم عودتها إلى سابق عهدها وألا تكون مصدر تهديد حالي أو مستقبلي ولو بنسبة بسيطة على أمن المناطق المحاذية لقطاع غزة.
وعلى مدار عامين من التجارب وصلت الحكومة الإسرائيلية إلى خطة غير واضحة المعالم تتلخص بنزع سيطرة حماس تدريجياً على الأرض، وعلى هذا الأساس تم تقسيم القطاع إلى قسمين، أحدهما يتبع إسرائيل والآخر ما زال يرزح تحت حكم حماس التي تحاول أن تثبت بشتى الوسائل أنها الشريك المثالي لأي حل مستقبلي كما قالها أبو مرزوق صراحة عبر الشاشات بأن حركته وسلاحها هي الضامن الوحيد لأمن المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، وفي هذا الحديث كثير من الصدق خاصة في حال بحثنا عن شريك مناسب يلبي لإسرائيل رغباتها في الأمن والطاعة فلن نجد سوى حماس كمنظومة جاهزة بالفعل ولديها مؤسساتها وخبرتها الجيدة في إدارة وتطويع سكان القطاع كما فعلت على مدار العقدين الماضيين.
لكن المعوق لبقاء الحركة كشريك في الحكم هو انعدام الثقة بين إسرائيل وحماس، فإسرائيل كانت تعتقد قبل السابع من أكتوبر أن حدودها الجنوبية في مأمن وبدأت بالفعل بتطبيق برنامج من الرخاء الاقتصادي يضمن جزءاً من استقرار الأوضاع المعيشية لسكان القطاع خلال الأشهر التي سبقت السابع من أكتوبر، قبل أن تعمد حماس إلى قلب الطاولة في وجه الجميع دون مراعاة لأية مخاطر قد ينطوي عليها هذا القرار.
وبدأت إسرائيل بشكل فعلي بتنفيذ مخططها عبر فتح مساحة للفلسطينيين الساخطين على حكم الحركة ليبدأ هؤلاء الأشخاص بتنظيم أنفسهم وتشكيل مجموعات مسلحة داخل المنطقة التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية حتى وصل عدد تلك المجموعات إلى سبعة كان آخرها المجموعة التي يقودها الأسير السابق والعقيد في السلطة الفلسطينية شوقي أبو نصيرة، والذي غير انضمامه إلى تلك المجموعات قناعة الكثير من الفلسطينيين الذين كانوا يرون في مثل أولئك الأشخاص مجرد متعاونين مع الاحتلال، فأبو نصيرة معروف داخل الدوائر الفلسطينية بأنه وطني مخلص وهو الأمر الذي كسر حاجز الخوف لدى الكثيرين من سكان القطاع، وهو ما يدفعني للاعتقاد جازماً بأن لانضمام هذا الرجل لتلك المجموعات ما بعده من الأحداث التي يمكن أن نرى صداها قريباً بانضمام أشخاص آخرين على قدر من التأثير والمسؤولية إلى تلك المجموعات.
أما بالنسبة لما هو قادم، فالواقع يفرض علينا مجموعة من المتغيرات التي تصعب التنبؤ بما قد يحدث بعد ساعة من الآن، لكن ما أنا واثق منه أن الحرب بشكلها السابق لن تعود مرة أخرى، لكن إسرائيل ستستمر بإدارة الوقت بما يتماشى مع مصلحتها وفي حال ظهور أي هدف مهم على السطح ستتم تصفيته سريعاً حتى وإن كان في هذا خرق واضح للهدنة، فحماس تعاني حالة إنهاك وتكرس كل مجهوداتها للسيطرة على السكان في الجزء الآخر من القطاع وهي غير معنية بالتصعيد مرة أخرى على أمل أن تستطيع إدارة الوقت مجدداً وإثبات حسن شراكتها لإسرائيل مرة أخرى وفي ظروف ربما أفضل.
أما بالنسبة لمسألة إعادة الإعمار في المنطقة الخضراء التي تسيطر عليها إسرائيل فهي مجرد وهم حتى وإن كان التمويل ليس إسرائيلياً، فإسرائيل ليست معنية بأن يتكدس سكان القطاع مستقبلاً في المناطق المحاذية للجدار الفاصل وإن كان ثمة بناء فإنه سيكون في المناطق الغربية للقطاع وسيكون البناء عمودياً وليس أفقياً بمعنى أن النظام العائلي والقبائلي وتقسيم الأراضي إلى عائلات كما كان في السابق لن يكون مرة أخرى، وهذا لن يتم إلا في حال وصلت إسرائيل إلى حل يرضيها ويضمن أمنها في المستقبل، أما تلك المناطق المحاذية فإنها لن تكون مسرحاً لأية عمليات بناء أو أنشطة، ولكن ربما تسمح إسرائيل بنوع من المباني الجاهزة القابلة للإزالة في أي وقت مثل الكرفانات في حالة تطبيق الخطة الأخيرة التي لم يتخذ قرارها حتى اللحظة والتي تعتمد على نقل سكان القطاع من المدنيين إلى المناطق الخضراء مؤقتاً حتى يتم تنظيف المدينة من كافة أنواع التهديد العسكري والبشري.
وبهذا فإن الأمر يعتمد على تلك المساحة التي تفكر فيها إسرائيل للمنطقة الخضراء، التي باتت رمزاً إسرائيلياً خالصاً بعد أن احتكرت حماس اللون الأخضر لنفسها على مدار السنوات السابقة، لكن وعلى ما يبدو فإن الأخضر كان مجرد توكيل منحته إسرائيل لحماس في وقت سابق واستعادته الآن بعد أن أثبتت حماس عدم الاستحقاق.

الرأي الحر

الفيديو