سادت حالة من الاستنفار الأمني والرقابي بمنطقة القاهرة الجديدة، إثر وقوع حادث تصادم مروع أدى إلى تسرب كميات كبيرة من المواد البترولية بمحور التسعين الجنوبي، أحد أهم الشرايين الحيوية في منطقة التجمع. ونجحت قوات الحماية المدنية بالقاهرة في احتواء الموقف ومنع وقوع كارثة محققة، بعد أن تسبب اصطدام سيارة خزان وقود في تسرب نحو 1000 لتر من البنزين على نهر الطريق، مما استدعى تدخلاً فورياً لتأمين المنطقة وحماية أرواح المواطنين.

تفاصيل الحادث وكواليس التصادم

بدأت الواقعة بتلقي غرفة عمليات النجدة بلاغاً يفيد بوقوع حادث تصادم لسيارة نقل مواد بترولية كبرى بمحور التسعين الجنوبي. وعلى الفور، وبناءً على تعليمات اللواء الدكتور محمد الشربيني، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، انتقلت فرق الإنقاذ البري وسيارات الإطفاء المدعومة بتجهيزات خاصة للتعامل مع المواد الخطرة إلى موقع الحادث، لفرض طوق أمني وضمان عدم اشتعال المواد المتسربة.

وأفادت المعاينة والفحص الفني الأولي، بأن السيارة "الصهريج" التي تحمل لوحات معدنية رقم (ف س - 2758)، كانت محملة بشحنة ضخمة من بنزين "92" قادمة من محافظة السويس وفي طريقها لإفراغ حمولتها بإحدى محطات الوقود بمنطقة التجمع. وأثناء سيرها بمحور التسعين، اصطدم الجزء العلوي من الخزان بـ لوحة إعلانات ضخمة، مما أسفر عن حدوث قطع طولي في جسم الخزان المعدني بمساحة متر ونصف المتر، وهو ما أدى إلى انسكاب كميات كبيرة من الوقود بشكل مفاجئ.

جهود السيطرة وتأمين الطرق

كشفت عمليات الفحص أن البنزين المتسرب غطى مساحة كبيرة من نهر الطريق قدرت بنحو 200 متر مربع (2 متر عرضاً في 100 متر طولاً)، مما جعل الطريق في حالة خطورة قصوى نظراً لسرعة اشتعال المادة البترولية. وقامت قوات الحماية المدنية بالدفع بسيارتي إطفاء مجهزتين بمواد رغوية "فوم" لعزل المادة البترولية عن الهواء ومنع تطاير الغازات التي قد تسبب انفجاراً، كما جرى التنسيق مع الإدارة العامة لمرور القاهرة لعمل تحويلات مرورية لضمان سيولة الحركة ومنع اقتراب السيارات من منطقة التسريب.

وبذلت فرق الإنقاذ جهوداً مضنية لتغطية المساحات المتضررة بالرمال والمواد العازلة، بالتوازي مع محاولات تفريغ الكمية المتبقية داخل الخزان في سيارة بديلة لمنع استمرار التسريب. وأكدت المصادر الرسمية أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتحرير محضر بالحادث، مع استمرار تواجد فرق المتابعة في الموقع للتأكد من نظافة الطريق تماماً وإعادة الحركة المرورية إلى طبيعتها بشكل آمن.

يأتي هذا الحادث ليسلط الضوء على أهمية الالتزام بارتفاعات الحمولات المسموح بها وتوخي الحذر عند عبور المحاور الرئيسية التي تضم منشآت ولوحات إعلانية علوية، لضمان سلامة منظومة النقل والمواطنين على الطرق السريعة والمحاور الحيوية.