الوثيقة
أحمد عبد المجيد: 30 يونيو كانت لحظة تصحيح المسار وتفويض شعبي لبناء دولة قوية وحديثةمؤمن أشرف: دخول الذكاء الاصطناعي إلى قطاع التعليم أصبح ضرورةقيادي بحزب الجيل: ثورة 30 يونيو أنقذت الوطن.. والرئيس السيسي سبق العاصفةطلب إحاطة عاجل من النائبة نجلاء العسيلي بشأن حادث طريق أشمون المأساوي: ”دماء الفتيات أمانة في رقاب المسؤولين”اللواء سامح لطفي: حادث أشمون مأساة إنسانية تستوجب محاسبة المسؤولين والتشديد على إجراءات السلامةانطلاق مؤتمر ”شعب مصر” لإحياء ذكرى ثورة 30 يونيو بحضور سياسيين وحزبيينتحالف الأحزاب ينعى ببالغ الحزن شهيدات لقمة العيش بالمنوفيةإسكان النواب: 30 يونيو أنقذت الدولة من الانهيار وأسست لمسار وطني يضع مصلحة مصر فوق كل اعتبارمستقبل وطن بسوهاج ينظم مراجعات نهائية لطلاب الثانوية العامة والأزهرية بقرى المراغة| صورحزب ”شعب مصر” ينظم مؤتمرا جماهيريا احتفالًا بذكرى 30 يونيو غدارئيس صحة الشيوخ: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من السقوط وصنعت انطلاقة تنموية غير مسبوقةباسم الجمل: قرار السماح للشركات الصينية بالتعامل باليوان يسهم في تنويع مصادر النقد الأجنبي وجذب الاستثمارات
الرأي الحر

فاتن فتحي تكتب.. أهمية إعداد وتدريب مساعدين لتيسير الرعاية الصحية وتخفيف العبء عن طواقم التمريض

الدكتورة فاتن فتحي
الدكتورة فاتن فتحي


في ظل التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية عالميًا، خصوصًا في أعقاب جائحة كوفيد-19 التي أبرزت هشاشة الموارد البشرية في القطاع الطبي، بات من الضروري اعتماد حلول عملية تدعم الكوادر التمريضية التي تُعد العمود الفقري لأي منظومة صحية فعالة. ومن أبرز تلك الحلول وأكثرها فاعلية: إعداد وتدريب مساعدين صحيين أو مساعدين تمريضيين يكون دورهم الأساسي تخفيف العبء عن طواقم التمريض، خاصة فيما يتعلق بالمهام اليومية المتكررة غير الطبية، الأمر الذي يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وزيادة كفاءة الفريق الطبي ككل.
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن العالم يعاني من نقص كبير في عدد الممرضين والممرضات. فقد قُدر هذا العجز بحوالي 5.9 مليون ممرض/ممرضة حتى عام 2020، وتم التحذير من أن هذا الرقم قد يتجاوز 7.6 مليون بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ سياسات فعالة لسد هذا الفراغ. وتزداد حدة الأزمة في المناطق منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تتركز أقل من نصف الكوادر التمريضية رغم احتضانها لأكثر من 70% من عبء الأمراض العالمي. أما على مستوى الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مثل الهند والبرازيل ومصر، فتُظهر البيانات عجزًا واضحًا في نسبة عدد الممرضين إلى عدد السكان، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على جودة وسرعة تقديم الخدمة الطبية.
كما أوضحت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة عام 2022 أن 92% من الممرضين يعانون من إرهاق مهني حاد نتيجة ضغط العمل، و67% منهم يفكرون جديًا في ترك المهنة خلال السنوات الخمس القادمة إذا استمرت الظروف الحالية دون تغيير. وفي تقرير للجمعية الأمريكية للممرضين (ANA)، أظهرت الإحصائيات أن متوسط عدد المرضى الذين يتحملهم الممرض الواحد في نوبات العمل وصل في بعض المستشفيات إلى 8-10 مرضى لكل ممرض، وهو رقم يفوق بكثير الحد الآمن الموصى به، والذي يجب ألا يتجاوز 4-5 مرضى لكل ممرض. هذا الضغط الشديد لا يؤثر فقط على صحة الممرض النفسية والجسدية، بل ينعكس أيضًا على جودة الرعاية وسلامة المرضى.
وهنا تبرز أهمية إدخال مساعدين صحيين أو مساعدين تمريضيين في بيئة العمل، وهي فئة مدربة تقوم بأداء مجموعة من المهام الروتينية أو شبه الطبية تحت إشراف مباشر من الكادر التمريضي. تشمل هذه المهام المساعدة في النظافة الشخصية للمرضى، تغيير الفراش، نقل المرضى، قياس العلامات الحيوية (كالضغط والحرارة والنبض)، توثيق البيانات الأساسية، ومرافقة المرضى في التنقلات داخل المنشآت الطبية. كما يساهم هؤلاء المساعدون في تقديم دعم نفسي واجتماعي أولي للمرضى، خاصة كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
دراسة بريطانية منشورة في مجلة BMJ Open عام 2021 أجريت على 18 مستشفى عمومي وخاص، بيّنت أن إدخال مساعدين صحيين ضمن الفريق التمريضي خفّض من العبء اليومي الواقـع على الممرضين بنسبة 27%، كما زاد من رضاهم عن بيئة العمل بنسبة 34%. وفي مستشفى بوسطن العام بالولايات المتحدة، أظهرت تجربة إدخال مساعدين صحيين مدربين نتائج لافتة، حيث تم تقليص الوقت الذي يقضيه الممرضون في أداء المهام الروتينية بنسبة 40%، وهو ما سمح لهم بالتركيز بشكل أكبر على المهام الطبية الحرجة كإعطاء الأدوية، مراقبة الحالات الطارئة، وتنفيذ الخطط العلاجية.
من الناحية المؤسسية، يؤدي اعتماد مساعدين صحيين إلى رفع كفاءة النظام الصحي من عدة جوانب. أولًا، يُحسّن من جودة الرعاية من خلال تقليل الأخطاء الطبية التي قد تحدث نتيجة الإجهاد أو التشتت الذهني، إذ تشير تقارير الجمعية الأمريكية لسلامة المرضى إلى أن إدخال مساعدين أدى إلى خفض الأخطاء الطبية بنسبة تصل إلى 15%. ثانيًا، يساهم في تقليل معدلات دوران الممرضين (Nurse Turnover) أو استقالاتهم بسبب الإرهاق، حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة Nursing Economics أن المستشفيات التي دمجت مساعدين صحيين ضمن فرق التمريض شهدت انخفاضًا في معدل الاستقالات التمريضية بنسبة 23% خلال عامين فقط. ثالثًا، يرتبط وجود مساعدين بتحسين تجربة المريض نفسه، إذ وجدت دراسة كندية نُشرت عام 2022 أن 89% من المرضى أعربوا عن رضاهم المرتفع عن الخدمة المقدمة عندما كان هناك مساعدين صحيين يتجاوبون مع احتياجاتهم اليومية بسرعة ومرونة.
ولضمان فاعلية دور المساعدين، لا بد من إعدادهم بشكل علمي ومنهجي. يُفضل أن يكون التدريب قصير المدى لكنه مكثف، يمتد من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويتضمن وحدات تعليمية في النظافة والرعاية الشخصية، أسس التواصل الفعّال مع المرضى وذويهم، الإسعافات الأولية، أساسيات الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)،…

الرأي الحر