حسن المغربي يكتب .. 《الجيش المصري سلاح ورجال》


دومًا كانت قوة مصر وشعبها.. من قوة وعزة جيشها. فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب. وتؤكد حقائق التاريخ القديم والحديث ووقائع ومعطيات الحاضر صدق مقولة بأنهم خير أجناد الأرض وأنهم في رباط إلى يوم الدين، وما أن يشكك البعض في ذلك حتى تأتي الوقائع لتؤكد تحقيقها ومصداقيتها.
وجاء موقف الجيش المصري العظيم المساند والمؤيد والحامي ثورة الشعب المصري العظيم في ثورة 30 يونيو 2013، ليثير دهشة البعض ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه وممن يجهلون عقيدته، فهم لا يعرفون أن الجيش المصري على مدى تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، وأن من أسباب قوة هذا الجيش أنه لم يعتمد يومًا على المرتزقة الأجانب وإنما اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.
على مر العصور.. حظى الجيش المصري بمكانة عظيمة واحترام شعبي ودولي لتاريخه العريق ودوره الوطني داخليا وإقليميا بل وعالميا، ولم يكن الجيش يوما مجرد أداة للحروب بل كانت المؤسسة العسكرية نواة للتنمية الشاملة وقاطرة التحديث بالمجتمع والبوتقة التي تنصهر بها كل الخلافات محققا الاندماج الوطني واليد المصرية القوية.
إن القوات المسلحة المصرية من أعرق المؤسسات على مر التاريخ، ولا يخفى على أحد دور الجيش المصري منذ عهد الفراعنة، حتى تأسيسه في الدولة الحديثة على يد محمد على باشا، ليصبح من وقتها حتى الآن أقوى الجيوش في المنطقة، ومشاركًا أساسيًا في تحديد مستقبل شعبه وشعوب المنطقة، ليثبت أنه وبحق خير أجناد الأرض.
أقدم الجيوش النظامية في العالم
يعد الجيش المصري من أقدم الجيوش النظامية في العالم حيث تأسس قبل أكثر من 5200 عام، وكان ذلك بعد توحيد الملك "نارمر" لمصر حوالي عام 3200 ق.م. قبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه، ولكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر.
وأنشأ المصريون أول امبراطورية في العالم بفضل الجيش المصري وهي الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوبًا ومن العراق شرقًا إلى ليبيا غربًا، وكان المصريون هم دائمًا العنصر الأساسي في الجيش المصري، ومازالت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تُدَرَّس في أكاديميات العالم ومصر العسكرية.
اكتسب الجيش المصري على مدار تاريخه قدرات هائلة على الصمود والنهوض مجددًا بعد كل كبوة، ولا أدل على ذلك مما حدث في 5 يونيو 1967م وهزيمته في معركة لم تتح له فيها فرصة القتال الحقيقي.. وكان للميراث التاريخي دور في صمود جيش مصر، وظهر معدن المقاتل المصري بعد أيام قليلة من النكسة وبالتحديد في أول يوليو 1967م، كما ظهر في ملحمة «رأس العش» وتدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات» قبالة سواحل بور سعيد باستخدام لنشات الصواريخ لأول مرة في التاريخ العسكري البحري، وملحمة بناء حائط الصواريخ بأيدي المصريين مدنيين وعسكريين عمال ومهندسين وفنيين وفلاحين، ومهدت حرب الاستنزاف الطريق لجيش مصر لخوض أعظم معاركه في التاريخ الحديث معركة العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر عام 1973 والتغلب على أكبر مانع مائي في تاريخ الحروب وإهالة الساتر الترابي وتحطيم خط "بارليف" الحصين الذى وصف بأنه أقوى من خط "ماجينو".
أثبتت حرب أكتوبر عظمة شعب مصر والتحامه التام مع قواته المسلحة فقدم أولاده فداءً لمصر ولا أدل على ذلك من أنه لا تخلو قرية مصرية في طول البلاد وعرضها من مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء، وبرهنت حرب أكتوبر على تحضر شعب مصر إذ لم تسجل محاضر الشرطة جريمة واحدة طوال أيام الحرب التي جعلت الكل على قلب رجل واحد من أجل مصر.
هذا التاريخ العريق لجيش مصر وتلاحم شعب مصر الدائم معه هو ما يفسر موقف الجيش المساند والمدافع والحامي لثورة 25يناير 2011 ومطالب شعب مصر في الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.
الجيش المصري . . سلاح ورجال
مع تزايد الأخطار حول مصر بدرجة غير مسبوقة وتعدد التهديدات المحيطة بها، ومع ظهور أجيال الحرب الجديدة تحتم الحصول على مصادر قوة تواكب أحدث ما في العصر من تطور لنوعيات التسليح لمواجهة التحديات
لذا شهدت قواتنا المسلحة في الآونة الأخيرة طفرة نوعية وكمية هائلة غير مسبوقة في تاريخها الحديث في مجال التسليح، ولأول مرة منذ إعادة بناء القوات المسلحة بعد 1967، نجحت القيادة المصرية في تحقيق قفزات واسعة الخطى في أسلحة كافة الأفرع الرئيسية وضعتها في مصاف الجيوش الرائدة.
وإذا كانت مصر قد اضطرت بعد رفض الغرب تسليحها إلى عقد صفقة عام 1955 مع الاتحاد السوفيتي، واستمر التعاون بينهما في هذا المجال لمدة عشرين عامًا، ثم اتجهت للتعاون اقتصاديًا وعسكريًا مع الولايات المتحدة. وبدءًا من عام 1979 دعمت المعونة الأمريكية لمصر هذا التوجه، وفى عام 2006 عُقدت أول صفقة مع روسيا لشراء طائرات روسية مقاتلة من طراز ميج –29 وذلك بقيمة 1.5 مليار دولار، غير أن الصفقة لم تكتمل بسبب الضغوط الأمريكية.
وأخيرًا نجحت مصر في عقد صفقات مهمة وفاعلة مع عدة دول من الشرق والغرب، منها صفقة صواريخ الدفاع الجوي (S300 ) النسخة «أنتاى 2500» التي لم تقم موسكو بتصديرها إلا لعدد قليل من الدول، وهى أحدث منظومة يتم تصديرها خارج روسيا، ومن المعروف أنها أقوى دولة عالميًا في مجال شبكات الدفاع الجوي، ومن روسيا أيضًا اشترت مصر منظومة «بريزدنت إس» لحماية الطائرات في الجو، و46 طائرة «ميج -29» و50 طائرة هليكوبتر «كا-52» المنافس الوحيد للأباتشي الأمريكية، لتسلح بها حاملتي الطائرات ذات الصناعة الفرنسية «الميسترال» بالإضافة إلى 4 فرقاطات «جوميد» فرنسية الصنع أيضًا، ثلاث منها اتفق على تصنيعها في الترسانة البحرية في الإسكندرية لتدخل مصر عالم صناعة القطع البحرية الكبيرة، و24 طائرة «رافال» ومن ألمانيا اشترت مصر 4 غواصات من طراز 209 / 1400 وهناك تفاهمات مع الصين على أسلحة مختلفة.
هذه الصفقات تنقل مصر إلى مرتبة لا تتفوق عليها في قائمتها إلا الدول العظمى، وبهذه الصفقات تصبح مصر القوة الضاربة بحريًا في الشرق الأوسط، وتصبح سماؤها مؤمنة تمامًا وتستعيد القوات المسلحة المصرية ريادة مستحقة بما تمتلكه من قيادات مؤهلة ومستويات متفوقة في العالم مع هذا المستوى المتنامي من التسليح الأحدث عالميًا.
أن امتلاك الدولة السلاح القوى الرادع مع تنوع مصادره يجعل الموقف المصري في غاية القوة فلا يمكن ان ترضخ لأية ضغوط، كما كان سيصبح عليه الحال لو أنها اعتمدت على مصدر واحد في التسليح.
ويرى الخبراء ان امتزاج المدارس المختلفة داخل منظومة واحدة يجعلها في قمة النجاح فكل تلك الأنواع تعمل على تكملة الآخر دون أن يكون هناك ثمة تعارض أو تداخل، كما تحقق الكفاءة والقدرة القتالية العالية.
و في ظل التطور السريع في تكنولوجيا السلاح على مستوى العالم، تعد مصر من الدول القليلة على مستوى العالم التي تستوعب جميع أنواع الأسلحة وتتعامل معها بمنتهى الدقة، بل إنها تستوعب التكنولوجيا بشكل سريع وقادرة على تطوير السلاح للتعامل مع المهام العسكرية المحددة، وذلك عن طريق تطوير الفكر العسكري للضباط وضباط الصف والجنود الذين يتعاملون مع تلك المنظومات المختلفة، وذلك من خلال الدورات التدريبية في الداخل والخارج، لنقل واستيعاب التكنولوجيا العسكرية التي تتطور يوما بعد يوم.
القدرات العسكرية المصرية
إن القدرة العسكرية المصرية العالية جعلت أكبر دول العالم وأقواها عسكريًا تسعى لتنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المصرية، وظهر ذلك جليًا في العديد من المناورات والتدريبات التي تم تنظيمها مع القوات العسكرية الروسية والفرنسية والصينية، بجانب التدريبات مع الدول العربية، وهو ما يثبت قدرة وكفاءة القوات المصرية والسلاح المتطور الذى تمتلكه مصر، وقدرة الأفراد على استيعاب التكنولوجيا الحديثة في مجالات التسليح باختلاف أنواعها، واستيعاب المدارس المختلفة في التدريبات والتي تشيد بها القوات الأجنبية المختلفة، بل إن هناك استفادة كبيرة من التدريبات مع القوات المسلحة المصرية، في الأسلحة المختلفة، والعمليات المشتركة. والأهم من استيعاب التكنولوجيا الحديثة في مجال التسليح، هو نقلها الى مصر والبدء في التعامل الجديد معها، حتى تكون مصر في مقدمة دول المتقدمة في مجال السلاح والتكنولوجيا، وعدم الاعتماد بشكل أساسي على الخارج في المجالين.
إن القدرة العسكرية المصرية تعد القوة الأولى في الشرق الأوسط، وذلك بناء على الخطوات الثابتة التي وضعت استراتيجياتها القيادة السياسية والعسكرية الواعية والتي تعرف جيدًا التهديدات والتحديات التي تتعرض لها مصر والمنطقة.
قيادات ومعارك على مر العصور
قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القادة العظماء وكان أنبغ هذه العقول العسكرية: الإمبراطور "تحتمس الثالث"، أول إمبراطور في التاريخ، وهو الذي أنشأ الإمبراطورية المصرية، ويحوي رصيده العديد من المعارك والحروب، أشهرها معركة "مجدو" والتي ما زالت تُدرَّس حتى اليوم. والقائد "أحمس" قاهر الهكسوس. وفي العصور الوسطى، شارك الجيش المصري في تحرير مدينة القدس من أيدى الصليبيين في واحدة من أهم المعارك التاريخية الفاصلة على مر العصور، وكان قائد المعركة البطل صلاح الدين الأيوبي وكان الجزء الأكبر من جنوده من المصريين، بالإضافة إلى ذلك قامت القوات المصرية، بقيادة القائد قطز، بدور كبير في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسية.
وعلى مر التاريخ شهدت مصر العديد من الحروب التي خاضتها تارة لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعًا عن نفسها وتارةً أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها والحيلولة دون تشرذمها وتفتتها إلى دويلات صغيرة ضعيفة، وتارةً ثالثة لإزالة أثار العدوان، وطرد المعتدي الغاصب، واسترداد السيادة الكاملة على الأرض.
معركة مجدّو 1468 ق.م
هى واحدة من أشهر المعارك التي خاضها الجيش المصري وكانت ضد القادشيين الذين استولوا على مجدو، وهي تل المسلم حاليًا، وتقع شمال فلسطين، وفيها باغت الجيش المصري العدو بعد أن سلك طريقًا صعبًا غير مباشر لم يتوقعه العدو بأمر من الملك تحتمس الثالث، والذي يعد واحدًا من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر، وخلال هذه المعركة كاد الجيش المصري أن ينهزم رغم انتصاره في أول المعركة بسبب انشغال الجنود بالاستيلاء على الغنائم وعدم متابعتهم للعدو للقضاء على فلوله، ولكن تحتمس الثالث أعاد تنظيم الجيش، وحاصر مجدو لينتصر في النهاية وليعيد هيبة مصر في فلسطين، ويسترجع شمالها الذي كان قد خرج عن النفوذ المصري.
معركة “قادش” 1285 ق. م
معركة شرسة دارت بين الجيش المصري بقيادة الملك "رمسيس الثاني" والحوثيين بقيادة "موتلي" على أرض قادش في سوريا بعد أن استغل الأخير انشغال الدولة المصرية بالقضاء على بعض الاضطرابات في النوبة، واستمال إلى جانبه بعض حكام الولايات المعادين لمصر والراغبين في الاستقلال والخروج عن سيطرة الدولة المصرية، فأعد "رمسيس الثاني" جيشًا قوامه ما يقارب 20 ألف مقاتل، والتقى الجيشان في مدينة قادش، وانتصر الجيش المصري، ولكن بعد فترة عاد الحوثيون وأثاروا القلاقل ضد مصر، فحاربهم رمسيس، واستمرت الحرب 15 عامًا حتى طلب ملك الحوثيين الصلح، وتم توقيع معاهدة سلام بين الطرفين.
معركة حطين عام 1187 م
إحدى المعارك التاريخية العظيمة التي خاضها جيش المسلمين وتحت لوائه جيش مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبين، وذلك بعد نقض "رينالد شاتيون" أحد قادة الصليبيين الهدنة التي عقدها ملك بيت المقدس "بلدوين" مع صلاح الدين وهاجم قافلة تابعة للمسلمين ورفض تسليم الأسرى، وقتل بعضهم ليدعو بعدها صلاح الدين المسلمين في كل بقاع البلاد الإسلامية إلى الجهاد ضد الصليبيين، وقاد أكبر جيش من المسلمين، وهو ما دفع ملك بيت المقدس "جي دي لويزينيان" الذي تولى الحكم بعد وفاة "بلدوين" للخروج على رأس جيش جرار لملاقاته، ودارت معركة ضارية بين الطرفين على أرض حطين قتل فيها عدد مهول من الصليبيين الذي كانوا يعانون من العطش بعد أن قطع عنهم المسلمون طريق الوصول إلى المياه، كما أسر عدد كبير منهم أيضًا لدرجة دفعت ابن الأثير إلى القول بأن ساحة الحرب "ظلت مرتعًا للطيور الجارحة لمدة سنة، فكان من يرى القتلى لا يظن أنهم أسروا أحدًا ومن يرى الأسرى لا يظن أنهم قتلوا أحدًا".
معركة عين جالوت 1260م
من أشرس المعارك التي شهدها التاريخ، دارت بين جيش المسلمين والذي كان التعداد الأكبر فيه للجيش المصري، وبقيادة ملك مصر المملوكي سيف الدين قطز ضد التتار على أرض عين جالوت بفلسطين، وذلك بعد أن رفض ملك مصر التسليم للتتار والخضوع لرغباتهم، وقتل رسلهم وعلق رءوسهم على باب زويلة ودارت معركة ضارية بين الجيشين استدرج خلالها جيش المسلمين جيش التتار إلى سهل عين جالوت بعد أن قام بعض الجنود بقيادة بيبرس بالتظاهر بالانهزام ببراعة ليدخل "كتبغا" وجيشه بالكامل دون أن يترك أي من قواته الاحتياطية خارج السهل لتأمين خروجه حال الانهزام لتلتف من ورائه الكتائب والقوات الإسلامية وتحاصره ويحتدم القتال بين الطرفين ويُقتل "كتبغا" قائد التتار وينتصر المسلمون في النهاية بعد أن كادوا يهلكون.
معركة عكا 1831 م
دارت بين الجيش المصري والحامية العسكرية لمدينة عكا والتي كان قوامها نحو 6000 مقاتل بقيادة ضباط أوروبيين، ورغم حصار المصريين لها إلا أن أسوارها المنيعة جعلتها تقاوم مقاومة عظيمة، فقام الجيش المصري بإمطارها بعدد كبير من القذائف بلغ عددها نحو 50 ألف قنبلة ونحو 203.000 قذيفة ليقتحم بعدها المصريون الأسوار، وتدور معركة ضارية بين الطرفين انتصر فيها المصريون، وأسروا والي عكا، وتكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر فادحة حيث فقد الجيش المصري 4500 قتيل وخسرت عكا 5600 قتيل، وكان هذا النصر أحد أعظم الانتصارات التي حققها الجيش المصري لأن عكا استعصى فتحها على أعظم القادة العسكريين في التاريخ وهو نابليون بونابرت في وقت سابق.
معركة قونية 1832م
بعد أن حقق الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على حاكم مصر العديد من الانتصارات على الجيش العثماني في أكثر من معركة منها معركة "حمص" في يوليو 1832 م ومعركة "بيلان" في 30 يوليو 1832 م واستولى على سوريا وبدأ يزحف على الأناضول قام رشيد باشا بإعداد جيش عثماني كبير لقتال إبراهيم باشا، الذي بات يهدد الدولة العثمانية، والتقى الجمعان في قونية ودارت معركة عنيفة انتهت بهزيمة الجيش التركي بعد قتال دام 7 ساعات، وكانت خسارة المصري نحو 262 قتيلاً و530 جريحًا، أما الجيش التركي فقد أسر قائده رشيد باشا مع 5000 من قواته بينهم عدد كبير من الضباط والقواد، وقتل نحو 3000، وكانت معركة قونية من المعارك الفاصلة في حروب مصر لأنها فتحت أمام الجيش المصري طريق الآستانة حيث أصبح على مسيرة 6 أيام من البسفور وكان الطريق خاليًا أمامه.
معركة نصيبين 1839م
معركة دارت بين الجيشين المصري بقيادة إبراهيم باشا والجيش العثماني بقيادة فريق من الضباط الألمان، وعلى رأسهم القائد الشهير فون مولتك في نصيبين، وكان قوام الجيش العثماني آنذاك 38 ألف مقاتل، بينما كان تعداد الجيش المصري نحو 40 ألف مقاتل. دار بين الطرفين قتال حامي الوطيس بدأ بنيران المدفعية من الجانبين وانتهى بانتصار الجيش المصري، واستولى المصريون على جميع أسلحة الجيش العثماني الذي فر جنوده بعد الهزيمة، وبلغت خسائر الأتراك نحو 4500 قتيل وجريح ومن 12-15 ألف أسير كما ترك الجيش العثماني خزينته وبها نحو 6 ملايين فرنك أما خسائر الجيش المصري فبلغت نحو 3000 ما بين قتيل وجريح.
حرب أكتوبر المجيدة 1973 م
عبرت 220 طائرة مصرية الساعة 2.05 ظهرًا يوم السادس من أكتوبر قناة السويس على ارتفاع منخفض لضرب الأهداف الإسرائيلية بسيناء، وقد حققت هذه الضربة هدفها بنجاح، وخسرت مصر 11 طائرة فقط منها طائرة بقيادة عاطف السادات أخو الرئيس الراحل أنور السادات، في نفس الوقت قام أكثر من 2000 مدفع من مختلف الأعيرة على طول الجبهة بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشرقية لقناة السويس، واستمر القصف 53 دقيقة في نفس الوقت قامت قوات الجيش الثاني المصري بقيادة اللواء سعد الدين مأمون، وقوات الجيش الثالث بقيادة اللواء عبد المنعم واصل بعبور القناة على دفعات متتالية على أنواع مختلفة من الزوارق المطاطية والخشبية، ونجح سلاح المهندسين المصري بعمل أول كوبرى ثقيل في نحو الساعة الثامنة مساء وبعد 8 ساعات، وقاموا بعمل 60 ممرًا بالساتر الترابي على طول الجبهة وإنشاء كباري ثقيلة و4 كبارٍ خفيفة وتشغيل 30 معدية، حتى سقوط خط "بارليف" وتحرير مدينة القنطرة شرق ومعارك دامية بين الجيش المصري والإسرائيلي على طول الجبهة شرق القناة خلال أيام.
دور الجيش في ثورة 30 يونيو
في 30 يونيو 2013 لبى الجيش رغبات 33 مليون مصري احتشدوا في الشوارع مطالبين بخلع الرئيس السابق محمد مرسى. وأعلنت القوات المسلحة وقوفها إلى جانب رغبات الشعب المصري. وأمهلت جميع الأطراف 48 ساعة للاستجابة، لمطالب الشعب. ولم يستمع الدكتور مرسي وجماعة الإخوان لصوت الشعب وأصر على عناده.
فما كان من القوات المسلحة إلا أن تحركت لإيقاف المهزلة السياسية والانحياز للشعب المصري قلبا وقالبا، وأعلنت خارطة طريق تحدد مستقبل مصر وتشمل خلع الرئيس مرسى وتعطيل العمل بالدستور مؤقتا وتولى رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور رئاسة مصر مؤقتًا لحين تعديل الدستور وإجراء مصالحة وطنية وانتخابات برلمانية ورئاسية حرة نزيهة.
إنهم رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين عانقوا بهاماتهم الشامخة قمم المجد، زرعوا في تراب الوطن الغالي أزهار الحرية التي يفوح منها عبق الشهادة وعطر الانتصار، وسطروا في كتب التاريخ صفحات مشرقة تقود الأجيال إلى درب البطولة والتضحية والفداء ليسيروا عليها بخطى واثقة نحو تحقيق النصر والتحرير