دكتورة دينا المصري تكتب: يعني أيه يكون راجل بجد
الراجل لما بيتنازل... مش ضعف يا جماعة، ده قمة الرجولة.
فيه رجالة كتير بتسكت مش علشان مش قادرة ترد،
ولا علشان مكسوفة من مراتها،
ولا علشان فقدت كرامتها،
لكن علشان شايفة الصورة أكبر من خناقة لحظة.
الراجل اللي بيختار الصمت وقت الغلط مش جبان،
ده راجل بيفكر بعقله مش بعصبيته،
شايف إن الكلمة اللي ممكن يقولها دلوقتي
ممكن تفضل توجع سنين.
الراجل اللي بيتغاضى عن نكد، وصوت عالي، وكلمة وجعت…
مش مغلوب على أمره،
ده عارف إن البيت مش ملعب،
وإن كسب الخناقة ممكن يكون خسارة العمر.
الراجل الحقيقي بيحارب بطريقته:
بيكتم وجعه علشان العيال ما تحسش،
وبيضحك رغم وجعه علشان البيت ما يتهزش،
وبيسكت وهو جوّاه ألف كلمة مش قادرة تطلع،
لأنه عارف إن كلمة واحدة ممكن تكسّر اللي بناه بشقى عمره.
ومين قال إن الراجل ما بيتكسرش؟
ده بيتكسر كل يوم بس مش بيبان،
بيتوجّع ومحدش بياخد باله،
وبيسمع كلام جارح ويسكت علشان ما يكبّرش الموضوع.
الراجل لما يتنازل، بيعمل كده علشان أولاده،
علشان بيته،
علشان الست اللي رغم كل حاجة لسه شايف فيها "الستر".
مش علشان ضعيف…
لكن علشان راجل عنده عقل وضمير،
بيخاف على اللي بينه وبين ربنا قبل ما يخاف على صورته قدام الناس.
الست العاقلة بقى…
هي اللي لما تشوف جوزها ساكت،
ما تفهمش إن ده ضعف،
لكن تفهم إنه بيحبها وبيخاف عليها،
وتعرف إن ورا سكوته رجولة من نوع تاني.
الراجل مش دايمًا محتاج يسمع "بحبك"،
هو محتاج يسمع "أنا مقدّراك".
الكلمة دي عنده بتسوى الدنيا كلها.
وفي الآخر…
مش كل راجل بيتنازل مهزوم،
ولا كل ست نكدية شريرة،
بس الفرق بين الاتنين في النية،
في مين بيصلّح، ومين بيولّع.
الراجل اللي بيختار بيته بدل كرامته،
ده مش ناقص رجولة…
ده زاد عنها.
ده راجل فاهم يعني إيه ستر،
ويعني إيه يكون راجل بجد.؟
الكاتبة الصحفية والإعلامية الدكتورة دينا المصري
































