الوثيقة
“إنتِ الأهم” و”الطفولة والأمومة” يكرمان الطفلة ريتاج حجا ويعلنانها سفيرة للسلام والمحبةأشرف العيادي يوقع بروتوكول تعاون مع الدولية للاستثمار العقاريكمال الدالي: المال السياسي لن يشترى إرادة المواطن ولا يبنى مستقبل الأمةبحضور آلاف المواطنين.. حماة الوطن بالجيزة يعقد أكبر مؤتمر جماهيري لدعم مرشحه عربي زيادة ببولاق الدكرورالنائبة نجلاء العسيلي: المشاركة في الانتخابات رسالة للعالم بأن مصر دولة مستقرة وقويةباحث اقتصادي: مباحثات مدبولي فى الدوحة تعزز الشراكة الاقتصادية مع قطر وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار بمطروحمن دبي إلى مانهاتن.. رحلة فنانة سورية تقف خلف أصغر مرشح لعمدة نيويوركالبطراوي: توجيه الزخم الكبير من افتتاح المتحف لتسويق القطاع العقاري المصري في الخارجحراك صوت العدالة: تدخل الناتو في ليبيا تسبب في أزمة سياسية معقدة في البلادرئيس مجلس إدارة شركة إنترفارما للأدوية يهنئ الحاج زكريا عبد الرحمن بمناسبة زفاف نجلهالمجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي يعين شروق محمد مطر عضوًا بالمكتب الفني للعلاقات والتعاون الدوليالاتحاد العالمي للكيانات المصرية بالخارج يطرح إطارًا قانونيًا لمكافحة الهجرة غير الشرعية
الرأي الحر

المستشار هيثم بسام يكتب: ”أحمد عدوية”.. وداعًا لصوت يعيد الحياة إلى الشوارع

المستشار هيثم بسام
المستشار هيثم بسام

اليوم، غابت شمس الفن الشعبي عن سماء مصر، برحيل الفنان الكبير أحمد عدوية، الذي انتقل إلى جوار ربه تاركًا وراءه إرثًا لا يمحى في عالم الموسيقى والغناء الشعبي، رحل عدوية، لكن صوته الذي طالما تراقصت على نغماته قلوب ملايين المصريين، سيظل حيًا في ذاكرة كل محب للغناء الشعبي الأصيل.

من شوارع مصر الشعبية إلى خشبات المسارح، سطع نجم عدوية في أواخر السبعينات، ليصبح صوتًا للمهمشين، وللشعب البسيط الذي طالما وجد في أغانيه ملاذًا من همومه وآلامه، بدأ حياته الفنية في القاهرة، حيث خرج من رحم الأحياء الشعبية ليغني، ويهز المدرجات بنغمة غير تقليدية، وصوت مُفعم بالحياة، لم يكن عدوية مجرد فنان، بل كان صوتًا يروي قصصًا من الوجع والأمل، من الفرح والحزن، معبّرًا عن نبض الشارع المصري بما لم تستطع أية أداة موسيقية أو كلمة أن تعبر عنه.

أغانيه كانت أكثر من مجرد ألحان وأغنيات، كانت ثورات صوتية تنبض بالعفوية، والصدق، والتلقائية، فكل كلمة من كلمات أغانيه كانت تحمل رائحة الأحياء الشعبية، وكأنها تهمس في أذن كل من يستمع إليها: "هيا معًا نغني، نضحك، ونواجه الحياة"، كان "عدوية" بمثابة قائد لجوقة من الناس البسطاء، الذين شعروا معه أنهم في صميم الحدث، وأن صوته يعكس أحلامهم وطموحاتهم.

لكن عدوية لم يكن مجرد ظاهرة فنية، بل كان رمزًا للتمرد على الكلاسيكية، وجسرًا بين طبقات المجتمع، فالأغاني التي قدمها مثل "بطلوا الكذب"، "سنة وسنتين"، "يا حب" ستظل خالدة، بل ستظل كل كلمة وكل لحن من هذه الأغاني يتردد في الآذان، وكأننا نسمعها لأول مرة.

اليوم، وعلى الرغم من وفاته، تبقى أغانيه تعيش في كل مكان، فحتى في غيابه، يظل أحمد عدوية علامة فارقة في مسيرة الأغنية الشعبية، بل في تاريخ الفن المصري بأسره، وقد تودعنا الدنيا من دون أن يرحل هو فعلاً، بل ستظل أغانيه تُشعرنا بحضوره، تضحكنا، وتبكينا، وتذكرنا بأن الحياة لا تقاس بكثرة السنين، بل بمقدار الفن الذي يُخلد.

الرأي الحر