الوثيقة
المنيا بطل القطاع الثاني في منافسات الشعب الجمهورى لكرة القدم ببني سويف تنادر نسيم: مشروعات ”مستقبل مصر” تسهم في تحقيق الاكتفاء الزراعي وتعزيز الاقتصاد الوطنيمحمد إمام: رغيف العيش حق وأمانة على المعلم ورجالهمحمد إمام: كرامة الصنايعي تبدأ من المكان الذي يعمل به“صُناع الفرصة” يستضيف يحيى أبو الفتوح نائب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري.. غداحزب الاتحاد في عيد العمال: العامل المصري ركيزة التنمية وقانون العمل الجديد انتصار لحقوقه“مصر أكتوبر” بالإسكندرية تناقش ملفات الزراعة والاستدامة في اجتماع موسع تحت شعار “الوعي والاستدامة”استشاري: الذكاء الاصطناعي محور لتحسين نظام الضريبة الموحدةأمين عمال “مستقبل وطن” بالجيزة: عمال مصر بناة المستقبل وصناع الحضارة والتنمية”صُناع الفرصة” يستضيف خالد فتح الله ويكشف خطة توسع”جملة ماركت.. في السوق المصري..غداًمحققا إنجازا مشرفا لمصر.. ياسين إيهاب يحصد الميدالية البرونزية للناشئين في البطولة العربية للرمايةصناعة البرلمان: عمال مصر في صدارة اهتمام الدولة بفضل توجيهات الرئيس المستمرة
الرأي الحر

المستشار هيثم بسام يكتب: ”أحمد عدوية”.. وداعًا لصوت يعيد الحياة إلى الشوارع

المستشار هيثم بسام
المستشار هيثم بسام

اليوم، غابت شمس الفن الشعبي عن سماء مصر، برحيل الفنان الكبير أحمد عدوية، الذي انتقل إلى جوار ربه تاركًا وراءه إرثًا لا يمحى في عالم الموسيقى والغناء الشعبي، رحل عدوية، لكن صوته الذي طالما تراقصت على نغماته قلوب ملايين المصريين، سيظل حيًا في ذاكرة كل محب للغناء الشعبي الأصيل.

من شوارع مصر الشعبية إلى خشبات المسارح، سطع نجم عدوية في أواخر السبعينات، ليصبح صوتًا للمهمشين، وللشعب البسيط الذي طالما وجد في أغانيه ملاذًا من همومه وآلامه، بدأ حياته الفنية في القاهرة، حيث خرج من رحم الأحياء الشعبية ليغني، ويهز المدرجات بنغمة غير تقليدية، وصوت مُفعم بالحياة، لم يكن عدوية مجرد فنان، بل كان صوتًا يروي قصصًا من الوجع والأمل، من الفرح والحزن، معبّرًا عن نبض الشارع المصري بما لم تستطع أية أداة موسيقية أو كلمة أن تعبر عنه.

أغانيه كانت أكثر من مجرد ألحان وأغنيات، كانت ثورات صوتية تنبض بالعفوية، والصدق، والتلقائية، فكل كلمة من كلمات أغانيه كانت تحمل رائحة الأحياء الشعبية، وكأنها تهمس في أذن كل من يستمع إليها: "هيا معًا نغني، نضحك، ونواجه الحياة"، كان "عدوية" بمثابة قائد لجوقة من الناس البسطاء، الذين شعروا معه أنهم في صميم الحدث، وأن صوته يعكس أحلامهم وطموحاتهم.

لكن عدوية لم يكن مجرد ظاهرة فنية، بل كان رمزًا للتمرد على الكلاسيكية، وجسرًا بين طبقات المجتمع، فالأغاني التي قدمها مثل "بطلوا الكذب"، "سنة وسنتين"، "يا حب" ستظل خالدة، بل ستظل كل كلمة وكل لحن من هذه الأغاني يتردد في الآذان، وكأننا نسمعها لأول مرة.

اليوم، وعلى الرغم من وفاته، تبقى أغانيه تعيش في كل مكان، فحتى في غيابه، يظل أحمد عدوية علامة فارقة في مسيرة الأغنية الشعبية، بل في تاريخ الفن المصري بأسره، وقد تودعنا الدنيا من دون أن يرحل هو فعلاً، بل ستظل أغانيه تُشعرنا بحضوره، تضحكنا، وتبكينا، وتذكرنا بأن الحياة لا تقاس بكثرة السنين، بل بمقدار الفن الذي يُخلد.

الرأي الحر