علاج الحروق بقشور سمك البلطي على الطريقة البرازيلية
يلجأ الكثير من الناس إلى طرق غير تقليدية كعلاج بديل لبعض الأمراض، ومنها علاج الحريق، ومن هذه الطرق علاج الحروق عن طريق قشور سمك البلطي، التي نالت استحسانًا في دولة البرازيل وشاع اللجوء لهذا النوع بعد خضوعه للبحث العلمي وثبتت فعاليته بشكل كبير.
أصول العلاج بقشور السمك
في البرازيل، حيث تُعد الموارد الطبية أحيانًا نادرة وقد تكون إصابات الحروق خطيرة ومُدمّرة، وجد الأطباء حلاً استثنائيًا في مصدر غير متوقع: جلد سمك البلطي. هذا الاكتشاف يعيد صياغة مستقبل علاج الحروق.
يتميز جلد البلطي بأنه غني بالكولاجين الطبيعي، وقد أثبت فعاليته كعلاج قوي وملطّف للحروق الشديدة. يعمل الجلد كضمادة طبيعية تُغطي الجرح مثل جلد ثانٍ، مما: يُهدئ الألم. ويحمي من العدوى. ويُسرّع عملية الشفاء.
على عكس الضمادات التقليدية التي تحتاج إلى تغييرات متكررة ومؤلمة، يمكن لهذا العلاج بجلد السمك أن يبقى في مكانه لعدة أيام أو حتى أسابيع. لقد تحول ما كان يُعتبر نفايات إلى وسيلة لإنقاذ الأرواح.
لقد وجد أكثر من 50 مريضًا بالفعل الراحة والشفاء التام من خلال هذه الطريقة المبتكرة، وكان عدد كبير منهم من الأطفال. عرض أقل
البحث العلمي والعلاج بقشور السمك
أجرى فريق من الباحثين في البرازيل تجارب طبية جديدة تعتمد على استخدام جلد سمك البلطي لعلاج الحروق الشديدة، في إجراء مبتكر يقول الأطباء إنه يخفف آلام المرضى ويقلل من تكاليف العلاج بشكل كبير.
ومع أن استخدام جلد الخنزير المجمد أو الأنسجة البشرية يعد ممارسة طبية معروفة للحفاظ على رطوبة الجلد المصاب ونقل بروتين “الكولاجين” الضرورى لالتئام الجروح، فإن المستشفيات الحكومية في البرازيل تعانى نقصًا حادًا في هذه المواد، بينما تظل البدائل الصناعية المتوافرة فى الدول الغربية غير متاحة على نطاق واسع هناك. وبدلًا من ذلك، يعتمد الأطباء على الشاش الطبى الذى يحتاج إلى تغيير متكرر مصحوب بآلام شديدة للمرضى.
ويُعد البلطي من أكثر الأسماك انتشارًا فى أنهار ومزارع البرازيل، ما يسهل توفيره بكميات كبيرة. ووفقًا لعلماء من جامعة سيارا الفيدرالية بشمال البلاد، فإن جلد البلطي يتميز بمستويات عالية من الرطوبة والكولاجين ومقاومة الأمراض، وبخصائص قريبة من الجلد البشرى، الأمر الذى يجعله مناسبًا لدعم عملية الشفاء.
ورغم أن تجارب مماثلة أجريت فى الصين على القوارض لدراسة خصائص الشفاء، فإن التجارب البرازيلية تُعد الأولى عالميًا التى تُطبَّق على البشر. ويقول البروفيسور أودوريكو دى مورايِس إن "استخدام جلد البلطي على الحروق ابتكار غير مسبوق. إنه منتج يُرمى عادة، ونحن نحوله إلى فائدة اجتماعية وطبية".
وأظهرت التجارب أن العلاج الجديد يمكن أن يُسرّع الشفاء عدة أيام، كما يقلل بشكل ملحوظ من الاعتماد على المسكنات. ويخضع الجلد لعمليات تعقيم متعددة قبل إرساله إلى ساو باولو لإشعاعه بهدف القضاء على الفيروسات، ثم يُعبَّأ ويُبرَّد ليظل صالحًا لمدة تصل إلى عامين، بعد إزالة أى رائحة للسمك.
واستُخدم العلاج حتى الآن على 56 مريضًا ممن يعانون حروقًا من الدرجتين الثانية والثالثة. ويتم وضع شرائح جلد البلطي مباشرة على موضع الحرق ثم تغطيتها بالشاش دون الحاجة لأى كريمات طبية. وبعد نحو عشرة أيام، تتم إزالة الشاش ثم يُقشر الجلد الذى يكون قد جف وانفصل عن موضع الحرق.
ويقول الميكانيكى أنطونيو جانيُو، الذى احترق ذراعه نتيجة تسرب أسطوانة غاز لحام، إن العلاج بجلد البلطي "أفضل بكثير من الشاش الذى يحتاج لتغيير كل يومين"، مضيفًا: "يخفف الألم ولا تحتاج معه لمسكنات. فى حالتى لم أستخدم أى دواء، والحمد لله".
ويشير مورايِس إلى أن تكلفة هذا العلاج أقل بنسبة 75% مقارنة بالكريمات التقليدية مثل “سلفاديازين الفضة”، نظرًا لكون جلد البلطي جزءًا رخيصًا من مخلفات مزارع الأسماك. ويأمل الباحثون أن يصبح العلاج تجاريًا وأن تتجه الشركات لمعالجة جلد البلطي وتجهيزه للاستخدام الطبى.

.png)

























