خناقات من عصر مبارك.. علاء ومصطفى بكري ودخول حر لنجيب ساويرس
شهدت منصّات التواصل الاجتماعي في مصر جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، بعدما تحوّلت التدوينات المتبادلة بين علاء مبارك، نجل الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، والإعلامي والبرلماني السابق مصطفى بكري إلى “خناقة” سياسية مفتوحة، تداخل فيها لاحقًا رجل الأعمال نجيب ساويرس، لتصبح المواجهة ثلاثية أطراف وتثير موجة من التعليقات المتباينة بين المستخدمين.
بداية السجال
القصة بدأت عندما نشر مصطفى بكري تدوينة بمناسبة ذكرى ميلاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تزامنت مع إشادات من مؤيدين للرئيس على مواقع التواصل. إلا أن علاء مبارك دخل على الخط، موجّهًا لبكري تعقيبًا بدا لافتًا، قال فيه إن عليه ألا ينسى تاريخ ميلاده هو أيضًا، في إشارة تحمل طابعًا ساخرًا وانتقاديًا في آن واحد.
علاء مبارك، المعروف بنشاطه المكثّف على منصة "إكس"، اعتاد خلال السنوات الأخيرة التعقيب على عدد من القضايا السياسية والاجتماعية، لكن تدخّله هذه المرة أثار تفاعلًا مضاعفًا نظرًا لطبيعة العلاقة المتوترة تاريخيًا بين أسرة مبارك وبعض الإعلاميين المقربين من السلطة.
بكري وتصعيد النقاش
لم يتجاهل مصطفى بكري تعليق علاء مبارك، وردّ عليه بتدوينة مطوّلة أعاد فيها التذكير بمواقفه خلال ثورة يناير وما بعدها، مؤكدًا أنه لم يتجاوز في حق أسرة الرئيس الراحل. لكنه في الوقت ذاته أشار إلى ما وصفه بـ"محاولات التشويه" التي يتعرض لها منذ سنوات، وربط الأمر بعودة حضور أبناء مبارك على منصّات التواصل.
هذا السجال دفع متابعين إلى استرجاع مشاهد من فترة ما بعد الثورة، ودور بعض الإعلاميين في تشكيل الرأي العام تجاه النظام السابق.
دخول حر لنجيب ساويرس
ولم يكد السجال يهدأ حتى تدخل رجل الأعمال نجيب ساويرس، المعروف هو الآخر بتفاعله الدائم عبر منصات التواصل، موجّهًا انتقادًا لمصطفى بكري بطريقة غير مباشرة. ورأى ساويرس أن "تلميع" المسؤولين أو توظيف المناسبات الرسمية لأغراض سياسية أمر لا يخدم المجال العام، قبل أن يشير إلى أن بعض الأصوات الإعلامية اعتادت مهاجمة أطراف معينة ثم العودة للدفاع عن السلطة.
تدوينة ساويرس أضافت بُعدًا جديدًا إلى المشهد، إذ اعتبرها البعض اصطفافًا ضمنيًا إلى جانب علاء مبارك في مواجهة بكري، بينما رأى آخرون أنها جزء من سجال قديم بين ساويرس وبكري يعود لسنوات طويلة مرتبطة بالخلافات السياسية والإعلامية.
تفاعل واسع
الجمهور على منصات التواصل لم يفوّت الفرصة، إذ تحوّلت “الخناقة” إلى واحد من أبرز الموضوعات المتداولة في مصر يوم الجمعة. وانقسمت التعليقات بين من يرى أن السجال يعكس خلافات قديمة تعود إلى ما قبل 2011، ومن يراه مجرد مناوشات افتراضية أخذت أكبر من حجمها بسبب أسماء المشاركين فيها.
كما تساءل كثيرون عن دلالات توقيت السجال، خاصة أنه تزامن مع ذكرى ميلاد الرئيس السيسي التي عادة ما تشهد نشاطًا إعلاميًا ورسميًا مكثفًا.
مشهد يعيد طرح الأسئلة
ورغم أن السجال لم يتجاوز حدود التدوينات المتبادلة، إلا أنه أعاد طرح أسئلة حول طبيعة العلاقة بين رموز حقبة مبارك والإعلاميين المقربين من السلطة الحالية، إضافة إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل في إعادة إنتاج الصراعات السياسية القديمة.
































