في يوم الاتحاد الإماراتي… عبقرية المؤسس الشيخ زايد وركائز العلاقات الأخوية مع مصر
تتواصل احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوم الاتحاد، حيث تكتسب هذه المناسبة الوطنية أهمية خاصة باعتبارها محطة لاستذكار مسيرة التأسيس التي قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرجل الذي وضع حجر الأساس لقيام الاتحاد وواصل تعزيز استقراره حتى أصبح نموذجًا تنمويًا رائدًا في المنطقة. وفي الوقت نفسه، يبرز الاحتفال هذا العام تسليط الضوء على العلاقات التاريخية بين الإمارات ومصر، التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا برؤية الشيخ زايد ودعمه المستمر للمصريين والدولة المصرية منذ بدايات الاتحاد.
تاريخ الاتحاد ودور الشيخ زايد
بدأت قصة الاتحاد في العام 1971 عندما نجح الشيخ زايد، بفضل حكمته وإيمانه العميق بالوحدة، في جمع الإمارات السبع تحت راية واحدة. وقد استطاع أن يقود مرحلة صعبة اتسمت بتحديات اقتصادية وسياسية وأمنية، لكنه رأى أن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والتلاحم، فأسهم مع إخوانه الآباء المؤسسين في بناء دولة حديثة تقوم على مبادئ التعاون والاستقرار واحترام الإنسان.
وتتضمن احتفالات هذا العام سلسلة فعاليات تستعرض مسيرة الشيخ زايد، بدءًا من رؤيته لتطوير أبوظبي، مرورًا بجهوده الدبلوماسية لتأسيس دولة ذات حضور عربي وعالمي، وصولًا إلى اهتمامه العميق بالتعليم والتراث وضمان حياة كريمة للمواطنين. وقد خصصت الجهات الثقافية معارض وثائقية وعروضًا سينمائية تؤرخ لمراحلالتأسيس من خلال صور الأرشيف وكلمات الشيخ زايد التي طالما أكد فيها أن “الاتحاد هو الطريق لمستقبل أفضل”.
العلاقات الإماراتية – المصرية… جذور راسخة منذ عهد زايد
ترتبط العلاقات بين الإمارات ومصر بتاريخ طويل من التعاون والتضامن، وتعود جذورها إلى السنوات الأولى لتأسيس الدولة، حيث كان الشيخ زايد يرى في مصر “قلب الأمة العربية” ويؤمن بأن قوتها واستقرارها ضرورة لاستقرار المنطقة بأكملها.
وقدّم الشيخ زايد دعمًا كبيرًا لمصر في مراحل مختلفة، خاصة بعد حرب أكتوبر 1973، حين أعلن وقوفه الكامل مع القاهرة سياسيًا واقتصاديًا. كما كان دائم التأكيد على مكانة مصر ودورها الثقافي والحضاري، وحرص على توثيق التعاون الثنائي في المجالات التنموية والتعليمية والطبية.
ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقات بين البلدين لتصبح واحدة من أقوى العلاقات العربية–العربية، مدفوعة برؤية الرئيسين الراحل الشيخ زايد والرئيس المصري الأسبق أنور السادات، ثم استمرت بالزخم نفسه في عهود لاحقة. واليوم، تشهد العلاقات شراكة استراتيجية شاملة تمتد إلى ملفات الأمن الإقليمي، ومجالات الاستثمار، والطاقة، والتنمية المستدامة.
كما تحتضن الإمارات جالية مصرية كبيرة تلعب دورًا مهمًا في سوق العمل، بينما تسهم الاستثمارات الإماراتية في دعم مشروعات تنموية كبرى في مصر، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والصناعة، والعقارات، والخدمات اللوجستية. وتواصل القيادة الإماراتية التأكيد على أن العلاقة مع مصر “تاريخية وممتدة ولا تتغير بتغير الظروف”.
احتفالات تعكس ماضي الاتحاد ومستقبله
وفي ظل هذه الاحتفالات، تنظم الإمارات فعاليات ثقافية وتراثية تُبرز دور الشيخ زايد وتحكي قصة العلاقات الإماراتية–المصرية عبر محاضرات ووثائقيات وندوات تستعرض مواقف تاريخية جمعت البلدين. كما تشهد منصات التواصل الاجتماعي حملات رقمية تحتفي بالاتحاد وتستذكر مواقف زايد تجاه مصر وشعبها.
ويؤكد يوم الاتحاد هذا العام أن نهج الشيخ زايد ما زال حاضرًا في السياسات الداخلية والخارجية للإمارات، وأن روابط الأخوة بين الإمارات ومصر باقية ومتجددة، وتستمر في دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.
































