تغيّرات مناخية وطبيعية ملحوظة في مصر: حرارة أعلى، شتاء متقلب، وجدَل حول الأعاصير والزلازل
شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة تغيرات ملحوظة في عدد من الظواهر المناخية والطبيعية، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، تغيّر طبيعة فصل الشتاء، وتكرار الحديث المجتمعي عن أعاصير وزلازل، ما أثار تساؤلات واسعة حول ما إذا كانت البلاد تشهد تحولات غير مسبوقة في مناخها وبيئتها الطبيعية.
ارتفاع مستمر في درجات الحرارة
تشير البيانات المناخية العامة إلى اتجاه تصاعدي في متوسط درجات الحرارة بمصر، لا سيما خلال فصل الصيف، الذي بات أطول وأكثر حدة مقارنة بعقود سابقة. وتظهر موجات الحر المتتالية كظاهرة متكررة، مع انخفاض محدود في درجات الحرارة خلال ساعات الليل، ما يزيد من الإحساس العام بارتفاع الحرارة.
ويرتبط هذا الارتفاع بالتغير المناخي العالمي الناتج عن زيادة الانبعاثات الحرارية وارتفاع متوسط حرارة الكوكب، وهو ما ينعكس على مناطق واسعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
شتاء أقل استقرارًا وأكثر تقلبًا
في المقابل، لم يعد فصل الشتاء في مصر يسير على نسق ثابت كما كان في السابق، إذ أصبحت سماته تتسم بعدم الانتظام. ويلاحظ تسجيل فترات دفء متقطعة تتخللها موجات برد قصيرة لكنها أحيانًا شديدة، دون استمرار واضح لانخفاض درجات الحرارة طوال الموسم.
ويُرجع مختصون هذا النمط إلى اضطراب الأنظمة الجوية العالمية، ما يؤدي إلى تقلبات حادة بدلاً من التدرج المناخي المعروف تقليديًا.
الأعاصير: التباس في التوصيف
رغم تزايد الحديث عن “أعاصير” تضرب بعض المناطق، تؤكد الحقائق العلمية أن مصر لا تقع ضمن نطاق الأعاصير المدارية. وما يتم رصده فعليًا يندرج تحت مسمى منخفضات جوية قوية أو عواصف رياح وأمطار، قد تكون شديدة التأثير لكنها تختلف من حيث التكوين والقوة عن الأعاصير المعروفة عالميًا.
ويُعزى هذا الالتباس إلى تزايد حدة الظواهر الجوية، ما يعطي انطباعًا بحدوث تغيرات أكبر من طبيعتها العلمية.
الزلازل: نشاط طبيعي دون تصاعد خطير
وفيما يخص الزلازل، تقع مصر ضمن نطاق نشاط زلزالي متوسط، يتأثر بالحركة التكتونية في مناطق مجاورة مثل البحر الأحمر وخليج العقبة. وتُسجّل الهزات الأرضية عادة بدرجات خفيفة إلى متوسطة، دون دلائل على زيادة في عدد أو قوة الزلازل المدمرة داخل البلاد.
خلاصة المشهد
يعكس الوضع الراهن تأثر مصر بالتغيرات المناخية العالمية، خاصة من حيث ارتفاع درجات الحرارة واضطراب الفصول، دون أن يشير ذلك إلى دخول البلاد مرحلة كوارث طبيعية غير مسبوقة. ويبقى التحدي الأبرز متمثلًا في عدم الاستقرار المناخي، وما يفرضه من الحاجة إلى وعي مجتمعي واستعداد مؤسسي للتعامل مع الظواهر المتطرفة.

.png)

































