دراسة جديدة لـ”تريندز” ترُجح استمرار الصراعات داخل الإخوان
جماعة واحدة وتنظيمات شتى.. دراسة تكشف تفاصيل خلافات «الإخوان»
الوثيقة الوثيقةنشر مركز تريندز للبحوث والاستشارات، دراسة جديدة بعنوان: (الصراعات القيادية داخل "الإخوان المسلمين" وتداعياتها على الجماعة)، للباحث أحمد سلطان، المتخصص في الحركات الإسلامية والإرهاب.
وتناولت الدراسة الصراعات التنظيمية داخل جماعة الإخوان، قائلةً إن الانقسام والخلافات الحالية داخل الحركة غير مسبوقة في تاريخها، وتمثل تهديدًا لبقاءها واستمرارها بالصورة المعروفة.
وأضافت الدراسة أن الصراع الإخواني-الإخواني، أدى إلى تفاقم حالة التشظي والانقسام الهيكلي الذي تُعانيه الجماعة، منذ سنوات، وبروز جبهات وتنظيمات جديدة، دون أن تتمكن أي من الجبهات المتنافسة من حسم الصراع لمصلحتها بشكل كامل، مشيرةً إلى أن هذه الصراعات تعد حلقة جديدة من حلقات الصراع الممتد داخل جماعة الإخوان، بيد أنها تُصنف هذه المرة كواحدة من أخطر الصراعات والأزمات التي ضربت الجماعة، منذ تأسيسها عام 1928، وذلك بالنظر إلى طبيعة المعضلة الراهنة وتفاصيلها التي تُعانيها قيادة الجماعة، والتي تُفكك السرديات والأفكار المؤسسة حول "ربانية الجماعة وقياداتها"، والتي رُسخت في أذهان أعضاء "الإخوان" وأتباعهم طوال عقود، عبر عمليات تربوية وحركية متوالية وقصدية.
واعتبرت الدراسة أن الصراعات القيادية الأخيرة داخل جماعة الإخوان، تُمثل قمة جبل جليد، التدافعات الداخلية المطمورة في غياهب التنظيم الإخواني السري المتكلس، وأسهمت تلك الصراعات في تأكيد العيوب البنيوية التي تعانيها الجماعة، التي ظلت تُدير أزماتها المتعاقبة، منذ عقود، بصورة تقليدية للغاية، مستدعية استراتيجيات تنظيمية ماضوية استقتها من الإرث الحركي الضخم، الذي آل إلى القيادة الراهنة من جرَّاء عوامل وتفاعلات تنظيمية وسوسيولوجية عدة.
وأوضحت الدراسة أن الإخوان انقسمت في الوقت الحالي، إلى 4 جبهات فعلية، هي: (جبهة إبراهيم منير، جبهة محمود حسين، جبهة المكتب العام "تيار التغيير"، جبهة إخوان الداخل المصري)، علاوة على وجود تيار "شبه مستقل" من أعضاء الجماعة غير المنخرطين في الأعمال التنظيمية في الوقت الراهن، إلَّا أنهم لا يزالون ملتزمين بالانتماء للتيار الأوسع داخل الإخوان، المُعبَّر عنه داخلياً بـ"الدعوة لا التنظيم".
كما سلطت الدراسة المنشورة الضوء على كواليس الخلافات الداخلية في الإخوان، والتداعيات التي نتجت عنها مثل حل مكتب الإخوان بتركيا وحل رابطة الإخوان المصريين بالخارج، وإعادة انتخاب مكتب تنفيذي جديد للرابطة برئاسة القيادي الإخواني "السعدني أحمد"، مردفةً أن 8 من أصل 13 من فروع رابطة الإخوان بالخارج انحازت لجبهة إبراهيم منير، بينما قررت 2 منهم دعم جبهة محمود حسين، وبقيت المكاتب الأخرى غبر محددة الموقف بسبب صعوبة التواصل معها نتيجة ظروفها الأمنية.
وتوقعت الدراسة سيناريوهين لحسم الأزمة الحالية، أولهما استمرار الخلافات وفي هذه الحالة ستواصل جبهة إبراهيم منير، سلوك في مسارها الحالي، الذي تحاول فيه إضفاء وجه حداثي مصطنع عليه عبر تسميته بـ”مسار التطوير” وإظهار أنها جادة في تمكين الشباب من قيادة الحركة، وهو ما تم بصورة شكلية فقط عبر اختيار متحدث إعلامي شاب وتوكيل شباب آخرين بمهام تنظيمية روتينية، بينما ستبقى جبهة محمود حسين، متمسكة بصورتها التقليدية وميلها نحو المحافظة الحركية محاكيةً نموذج حزب السعادة التركي الذي عدّه “حسين” في مقابلة إعلامية سابقة، “الأقرب للجماعة”، على حد تعبيره.
أما السيناريو الثاني فهو أن تتمكن إحدى الجبهتين المتصارعتين (جبهة إبراهيم منير، وجبهة محمود حسين)، من حسم الصراع لمصلحتها، وفي هذه الحالة ستلعب التوافقات والتفاهمات مع مكاتب الإخوان الخارجية ومع قيادة الفرع المصري، دوراً بارزاً في حسم الصراع، ومن المتوقع أن تكون العلاقات الشخصية مع الأشخاص الفاعلين في الحركة، وكذلك القدرة على التواصل مع مرشد الجماعة وقادتها في السجون وإقناعهم بتأييد إحدى الجبهات، بجانب ملف الدعم المالي أوراقاً مربحة في هذا الصدد
ورجحت الدراسة السيناريو الأول، معللةً ذلك بأن التطورات المتلاحقة التي حدثت في داخل الجماعة، منذ بروز الخلافات على السطح، في أكتوبر الماضي، تؤكد أن لا أفق لحل الخلافات، فضلاً عن عدم وجود تواصل فاعل بين جبهات الخارج مع المرشد العام للإخوان ومجموعة السجون، وعدم وجود رؤية صحيحة لديهم نتيجة الظروف الأمنية، بما يمنع المجموعة الأخيرة من التدخل لفض النزاع وإنهاء الصراع الحالي.