محمد يسري يكتب: لماذا أعلنت «سرايا أنصار السنة» مسؤوليتها عن تفجير حمص عبر إعلام «داعش»؟
لم أستغرب البيان الذي أصدرته، جماعة سرايا أنصار السنة اليوم في سوريا والتي أعلنت فيه مسؤوليتها عن تفجير عبوات ناسفة داخل مسجد في مدينة حمص، أسفر بحسب السلطات السورية عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
إن كل السيناريوهات مازالت مفتوحة في سوريا، فكل الأمور مازالت كما هي والأوضاع لم تتغير سوى على السطح فقط، وما هو مخفي أكثر من المعلن، وتلك الجماعة هي صورة مصغرة لما يجري وما يجري حتى بعد سقوط نظام الأسد وإعلان الاستقرار الصوري للحالة السورية بعد وصول الجولاني للسلطة باسم أحمد الشرع.
فالتعاون بين الجماعات المسلحة في سوريا أمر ليس بجديد فهو نهج معتاد كانت تفعله هيئة تحرير الشام في السابق، فهي تارة مع داعش في منطقة، وتارة تحاربه في منطقة أخرى بحسب المصلحة، ولذلك فليس من المستغرب أن يكون أعلان سرايا أنصار السنة مسؤوليته عن تفجير مسجد الإمام علي في حمص السورية عبر إحدى القنوات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، رغم أنها لم تعلن بشكل قطعي ولاءها للتنظيم، كما لم تخف عداءها للنظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، الزعيم السابق لما كان يطلق عليه هيئة تحرير الشام.
ورغم أن المجموعة لم تخف ازدراءها لحكومة الرئيس أحمد الشرع، إلا أنها لم تدعُ لمواجهته، كما يحدث من المجموعات المسلحة التي تعتبر موالية لتنظيم داعش الأمر الذي يعيد الأذهان أصول الجماعة الجديدة والتي يرجح الكثير من المتابعين لشأن الجماعات الإرهابية في سوريا أنها تدين بالولاء لتركيا، وأنها صنيعة هيئة تحرير الشام التي خرج منها الجولاني نفسه.
لكن البيانات الأخيرة لسرايا أنصار السنة تضع علامات استفهام كبيرة حول موالاة الجماعة لتنظيم داعش الإرهابي، ومع ذلك فالإجابة تكمن في أن الحالة الفسيفسائية في سوريا تؤكد أن هذا أمر طبيعي، ولا غرابة فيه، فكل تلك الجماعات قائمة على المصالح، وأينما كانت المصلحة تحط رحالها حتى لو كانت مع الأعداء.
وكانت مجموعة سرايا أنصار السنة المسلحة أعلنت على قناة "دابق" إحدى الأذرع الإعلامية التابعة لتنظيم داعش على تطبيق تلجرام: مسؤوليتها عن تفجير مسجد الإمام على بحمص وقالت: "فجّر مجاهدو سرايا أنصار السنة، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عدداً من العبوات داخل معبد علي بن أبي طالب التابع للنصيرية".
وأوضحت المجموعة التي تأسست بعيد سقوط نظام الأسد قبل عام، وسبق لها أن تبنت التفجير الانتحاري داخل كنيسة في دمشق في يونيو، أنّ "هجماتنا سوف تستمر في تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد اليوم أنّ "انفجاراً وقع داخل مسجد الإمام علي في حمص بمنطقة وادي الذهب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى".
وقالت الصحة السورية: "8 قتلى و18 مصاباً جرّاء الانفجار في مسجد بحمص"، وأكّدت مديرية إعلام حمص أنّ "الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة زرعت داخل المسجد".

.png)






















