الوثيقة
الرأي الحر

أوقاف بلا إخوان

الوثيقة

عندما سيطرت الجماعة الإرهابية على حكم مصر حوَّلوا وزارة الأوقاف المصرية إلى وزارة الأوقاف الإخوانية، فالمنابر استغلت للتوظيف السياسي، والحزبي، والتنظيمي، ومكنوا لخلاياهم النائمة والقائمة من مفاصل أخطر وأهم الوزرات المصرية وزارة الأوقاف.

وانقسم الدعاة في مواجهة الاحتلال الإخواني لوزارة الأوقاف إلى مؤيد ومعارض ومتوقف ومترقب، وحدث اضطراب واضح في المنظومة الدعوية، وتم تقديم الأهل والعشيرة، وتمكينهم من وظائف حساسة، وكان الأمر لا يُقضى إلا برضاهم، وتقديم الولاء والطاعة لأفكارهم العفنة.

ولأنها مصر فقد تداركها الله برحمته فخرج الشعب المصري عن حكم المرشد لا يطالبون بعيش، ولا حرية، ولا حتى عدالة اجتماعية، إنما كانت ثورة المطلب الواحد: يسقط يسقط حكم المرشد.

لقد كان الشعب المصري عبقريًا في شعاره هذا فهو لم يقل مرسي وإنما قال المرشد؛ لأنه يدرك أن من يحكم مصر هو مكتب الإرشاد.. وأسقط الله حكم المرشد، وفضح جماعة الخوان، وقد جعل الله سبحانه الجيش سببًا في أمن وأمان البلاد، وتم تحرير البلاد من الاحتلال الإخواني، لكن ماذا عن وزارة الأوقاف التي اختطفها الإخوان؟

لم يكن الأمر سهلًا في وزارة الأوقاف ذلك لأن هناك للأسف من يعمل في حقل الدعوة من يؤيد ويتعاطف مع هذا الفكر الضال.

لقد تدارك الله برحمته البلاد بوصول الرئيس السيسي لحكم البلاد، ولأن الرجل ينتمي لمؤسسة معنية في المقام الأول بتربية أبنائها على الوطنية والكرامة والشجاعة في مواجهة أعداء البلاد، فقد كان فخامة الرئيس السيسي– حفظه الله - موفَّقًا عندما أوكل للأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة قيادة المنظومة الدعوية في مصر، فكان بحق عند حسن الظن، فقد وقع على خبير بهذه الجماعات المجرمة، ورغم أن الوزير ورث ميراثاً ثقيلاً إلا أنه وفي فترة وجيزة أحدث نقلة كبيرة شهد لها القاصي والداني.

لقد نجح الوزير في تحويل الوزارة من وزارة الأوقاف الإخوانية إلى وزارة الأوقاف المصرية، وواجه الجماعة الإرهابية في الداخل والخارج بمقالات وتشريعات وقرارات غير مسبوقة، وهو من أكد للقاصي والداني أن مصالح الأوطان من مقاصد الأديان.

لقد أدرك الوزير أن أخطر ما يواجه الدعوة والدعاة، لاسيما في تلك الآونة بعد سقوط دولة الإخوان –لا رفع الله لهم راية ولا حقق لهم غاية-ظهور الفكر التكفيري الضال، والذي أعقبه ما تواجهه مصرنا الحبيبة -حفظها الله- من تفجيرات، واغتيالات يذهب ضحيتها أشرف، وأطهر، وأنبل من أنجبتهم مصر من رجال الجيش، والشرطة، والقضاء. فأصدر العديد من التشريعات، والقوانين، والقرارات التي تعيد للمساجد هيبتها، وريادتها، وأقصى دعاة الفتنة من التكفيريين، والتفجيريين الذين: ﴿ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾.

وأوقف الخطابة في مساجد بئر السلم (الزوايا) والتي فرخت ما نراه..وحدث انسجام وتناغم بين جهود الوزير المباركة وجهود الأجهزة الأمنية التي تواجه هذا الفكر التكفيري بحرفية شديدة، ودفعت وتدفع فاتورة كبيرة من دماء أبنائها مع جماعة لا تعرف شرف الخصومة، لاسيما بعدما كشفت الجماعات الخارجية عن وجهها القبيح، وأعلنت الحرب على الدولة المصرية، وانطلقت أبواقها الإعلامية الفاجرة سبًا ولعنًا وتخوينًا وتفسيقًا، بل وتكفيرًا، وتحريضًا على كل ما هو مصري.

عاقب الوزير المتجاوزين، وشدَّد على المخالفين، وسعى جاهداً لتطهير الوزارة من المجرمين، والخائنين..وهذا ما جعل الجماعة المارقة تسخر قنواتها الفاجرة، وميلشياتها الإعلامية لتشويه الرجل والافتراء عليه، وتحميل كلامه ما لا يحتمل.

فقد لاحظت أن الجماعة الإرهابية لا تتوقف في هجومها الشرس على وزارة الأوقاف، وبث العديد من الشائعات، وتحريف التصريحات، ونشر الأكاذيب والافتراءات، وتصدير خطاب تكفيري تحريضي، وتصدير رسالة خبيثة فاجرة أن مصر تحارب الدين-عليهم من الله ما يستحقون-وقد قمت برصد عشرات الافتراءات على الوزارة من خلال قنواتهم المجرمة، وميلشياتهم الالكترونية.

ولا عجب فالإخوان أكذب الخلق، فقد فرخت هذه الجماعة جيلًا كذابين فجرة، سياستهم قامت على الفجور، والافك، والكذب، والدفاع بالباطل عن أهل الباطل.

ولأني من أبناء وزارة الأوقاف - ويشرفني هذا- أتابع بكل الفخر والاعتزاز الجهود المباركة للوزير الدكتور محمد مختار جمعة، وحرصًا منى على بقاء الصورة ناصعة اقترح على معالي الوزير استكمالًا لجهوده المباركة ما يلي:

أولاً: إنشاء لجنة علمية في كل مديرية يرأسها مدير المديرية ومجموعة من صفوة الأئمة الذين يجيدون التعامل مع هذه الجماعات المارقة.

ثانيا: عقد دورات إجبارية للأئمة لدراسة فكر الخوارج، لاسيما جماعة الإخوان الإرهابية.

ثالثاً: تقوم كل إدارة بعمل حصر دقيق، وأمين بعدد، وأسماء من يتبنى، أو يتعاطف مع هذه الأفكار التكفيرية، والتخريبية، والتنظيمية من أئمة وعمال وإداريين.

رابعاً: ترفع الإدارة أسماء هؤلاء إلى اللجنة العلمية لدراسة أحوالهم، ومناقشة من انحرف منهم ممن تبنى، أو تعاطف مع هذه الأفكار الضالة، والعمل على إثنائهم، وتقويمهم، وإقامة الحجة عليهم، ثم رفع تقرير للوزارة بنتائج هذه اللقاءات.

وأخيرا: اقترح على معالي الوزير إنشاء (مرصد الأوقاف للرد على الشائعات) على أن يتولى هذا المرصد مجموعة ممن يقفون على خبايا هذه الجماعة المارقة، وممن يتمتعون بحس وطني كبير، على أن تنشر هذه الردود على موقع الوزارة الإلكتروني.

واعتقد أن هذه الإجراءات سوف تحقق العديد من الفوائد منها:

- إثناء معظم المتعاطفين مع هذه الجماعات الخارجية.

- تطهير الإدارات والمديرات من كل الأفكار المنحرفة.

وساعتها نعلنها للدنيا أن وزارة الأوقاف بلا إخوان والله المستعان.

* إمام وخطيب بالأوقاف.

الاخوان الاوقاف الدعوة الوثيقة

الرأي الحر