الوثيقة
تحقيقات وتقارير

استطلاع رأي.. كيف حصل أفيخاي أدرعي على لقب الشخصية الأثقل ظلًا في العالم؟

افيخاي أدرعي
افيخاي أدرعي

يعد فن صناعة النجوم أحد أهم الفنون التي تستخدمها أجهزة الاستخبارات في العالم، فهو يقوم على صناعة شخصية ذات صفات معينة، تجذب إليها الرأي العام نظرًا لقدراتها المستفزة للجمهور، والتي تجعله محط أنظار الجميع سواء تأييدًا لها أو سخطًا عليها. وكلما زاد القدرات الاستفزازية لتلك الشخصية كلما تحقق الهدف وهو استغلال حالة الزخم المحيطة بها في توجيه رسائلها للجمهور المستهدف.
من بين تلك الشخصيات التي تتمتع بثقل الظل وبرود الأعصاب، أفيخاي أدرعي المتحدث باسم قوات الاحتلال، فما هي قصته وكيف صنعت شخصيته؟
يتمتع أفيخاي أدرعي بنوع بمهارات متعددة وهو سر اختياره لهذه المهمة، فهو يستطيع أن يتكلم بلسان عربي وبلهجة يستطيع كل العرب فهمها ويجيد قلب الحقائق واستفزاز الجمهور المستهدف لدرجة أنك لا تستطيع الرد عليه بالمنطق بل قد تجد نفسك منزلقا بشكل لا إرادي في سبه وشتمه. وهذا واحد من أسرار البقاء والانتشار الاعلامي له خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وهو الذي جعله يحصل على لقب الشخصية الأثقل ظلًا في العالم خلال استطلاع اجرته (الوثيقة) على عدد مواقع التواصل الاجتماعي.
ولد أدرعي عام 1982 في مدينة حيفا. جده وجدته عراقيان، وجدته لوالده تركية. تخرج في إحدى المدارس الثانوية التي تدرس اللغة العربية والكومبيوتر، وانضم إلى الجيش الإسرائيلي في العام 2001. خدم في وحدة 8200 من سلاح الاستخبارات، ووقتها كان يحمل رتبة رقيب، ثم تم إرساله إلى دورة إعداد ضابط، وحصل بعدها على رتبة رائد، ثم ترأس شعبة وسائل الإعلام العربية، وصار المتحدث بلسان الجيش الإٍسرائيلي في العام 2005. يعتبر ثاني من تقلد هذا المنصب في إسرائيل، حيث شغله بعد إيتان عروسي، الذي لم يحقق شهرة كبيرة كشهرة أدرعي.

في عام 2013م- وفقا لموقع إيلاف- أنشأ الجيش الإسرائيلي شعبة وسائل الإعلام العربية للترويج لإسرائيل وجيشها من خلال الإنترنت. واستغلت وقتها طفرة مواقع تواصل الاجتماعي فأنشأت صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على فايسبوك وتويتر، إضافة إلى قناة خاصة على موقع يوتيوب بالعربية.

كانت الخطة إيجاد قناة تواصل مع شباب العالم العربي عن طريق الإنترنت، وبوساطة الصفحات الاجتماعية، التي يتم تحديثها بانتظام بالصور والاخبار الشيقة، توسعًا في جهود العلاقات العامة في الجيش الإسرائيلي. تولى أفيخاي إدارة هذا المشروع، الذي رصد له مبلغ 6 ملايين دولار من أجل تعزيز وجود إسرائيل الإلكتروني في العالم العربي، وفقًا لموقع "غلوبس" الإسرائيلي.

وثمة سبب آخر لإطلاق هذا المشروع، وهو بحث أجري بعد عملية حرب غزة 2012، بيّن أن الجيش الإسرائيلي يجد صعوبة في إنتاج حملة إعلامية ودعائية ناجحة له في العالم العربي الذي لا يتابع الإعلام الإسرائيلي. لذلك، تم تنفيذ هذا المشروع في محاولة لتصدير أعمال وإنجازات وماركة الجيش الإسرائيلي في العالم العربي، وإقامة حوار مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي العرب.

استطلاع رأي الاحتلال استطلاع رأي الشخصية الأثقل ظلًا الوثيقة

تحقيقات وتقارير