الوثيقة
تحقيقات وتقارير

قائد مراجعات الإخوان: الجماعة أحرقت كل سفن العودة لحضن الوطن (حوار)

عماد علي
عماد علي

له رؤيته الخاصة عن الجماعات الإسلامية، بصفة عامة وهي أشد عمقًا حينما يتحدث عن جماعة الإخوان التي كان يوما ما واحدا من أبنائها، عرف الكثير والكثير عن أسرار هذه وتلك، وعُرف أيضا بأنه أحد من رفعوا الدعوة للمراجعات عند الإخوان.. هو عماد علي عبدالحافظ فماذا يقول؟

كيف ترى الوضع داخل جماعة الإخوان بعد مرور أكثر من ست سنوات على عزلهم؟
خلال الست سنوات الماضية الجماعة فقدت الكثير من مقوماتها الأساسية والتي تمثلت في فقدان الثقة في امتلاكها لمشروع حقيقي وفقدان الثقة كذلك في كفاءة وأهلية قيادتها، فلم تعد الجماعة تملك جاذبية الفكرة والمشروع ولا جاذبية الشخصية القيادية، هذا لا ينفي أنه ما زال هناك كثير من المغيبين داخل الجماعة، ولكن الجماعة ستفقد الكثير من هاذين الأمرين مع الوقت.

وهل الانشقاقات السبب في خسارات الجماعة المتكررة؟
** الانشقاقات نتيجة وليست سببا، وهي تعكس مشكلة لدى الجماعة ولا تعبر عن مشكلة بحد ذاتها، فكما قلت أن نتيجة أدائها السياسي بعد ثورة يناير وفي الحكم وبعد سقوطها منه كشف عن الكثير من المشكلات داخل الجماعة مما تسبب في انشقاقات كثيرة، لكن أغلب هذه الانشقاقات كانت بسبب الاعتراض على الأداء والممارسة السياسية للجماعة، وقليل منها كان حول أفكارها الرئيسية ومشروعها الكبير.

لماذا قررت ترك الجماعة؟
** كانت هناك ثلاثة عوامل رئيسية قادتني إلى هذا القرار؛ الأول وهو حجم الأزمة المتمثلة في سقوط الجماعة من الحكم بشكل سريع ومدوٍ وفشل التجربة وانكشاف أنه لا مشروع لديها ولا تصور حقيقي لإدارة الدولة ولتطبيق الشريعة كما كانت تدعي من قبل مما قادني إلى البحث عن أسباب هذا السقوط الحقيقية، الأمر الثاني هو الاحتكاك عن قرب بقيادات الجماعة داخل السجن مما جعلني أكتشف أنهم بلا مؤهلات لا سياسية ولا فكرية ولا ادارية تؤهلهم لقيادات جماعة فضلًا عن قيادة دولة، والأمر الأخير هو وجود فرصة في السجن سمحت بالاطلاع على العديد من الأفكار والكتابات التي لم أكن على دراية بها من قبل مما ساعدني على اكتشاف مساحات أخرى لم تكن واضحة بالنسبة لي وبدأت أتعرف على العديد من الأخطاء الفكرية والمنهجية لدى الجماعة مما كان له أثر كبير في الخروج منها دون أي تردد.
هل هناك انضمام لأشخاص جديدة في مبادرة المراجعات الفكرية؟
حين أتحدث عن تجربة المراجعات الفكرية فأنا أتحدث بالضبط عن خمسة أفراد أساسيين، هؤلاء هم من خضنا معًا هذه الرحلة الفكرية وتوصلنا لنقاط رئيسية نتفق عليها أهمها هو أننا نرى أن مشكلة الجماعة فكرية بشكل أساسي ولا تقتصر على بعض الممارسات السياسية أو الأخطاء التنظيمية، وكذلك أن الجماعة لا يجدي معها محاولات الإصلاح وأنه لابد من حلها بل والتخلص من فكرة هذه التنظيمات الإسلامية التي تعمل بهذا الشكل وتنطلق من نفس الأفكار، وبالتالي لا نطالب بمصالحة مع الجماعة ولا نطرح مبادرة وإنما فقط نعبر عما نقتنع به، وهذه الأفكار نتفق عليها وحاولنا أن نوضحها قدر الإمكان قبل ذلك فترة السجن وكانت هناك لدى البعض استعدادًا للفهم ومحاولة للاستيعاب وبوادر لتغيير الأفكار ، ولكن الأمور تسير ببطئ لعدة ظروف.

كيف نحارب الفكر المتطرف؟
** الحركات الإسلامية تتمدد في الفراغ ولابد من شغل هذا الفراغ بفكر معتدل يطرح رؤى منطلقة من الدين ولكن أكثر حداثة.

كيف ترى وضع الجماعة في تركيا وقطر؟
** الجماعة تلقى من التسهيلات والامكانات المتاحة في تلك الدول الكثير مما يسهل لها مهامها، لكن بحر السياسة دائمًا ليس آمنا والجماعة لا تضع في حسبانها عدم استقرار الأمواج ولا تقلبات السياسة بين يوم وآخر، ولذلك هي تتوغل في المعاداة بشكل كبير وأظن أنها بذلك تحرق كل سفن العودة بنفسها.

من وجهة نظرك متى ستنتهى الإخوان؟
** أظن أن الجماعة انتهت بالفعل من حيث الفاعلية والقدرة على التأثير، قد يظل هناك كيان موجود اسمه الإخوان وقد يستطيع التأثير لفترة وإحداث بعض الصخب هنا وهناك وتحريك بعض العناصر والقوى في مكان أو آخر لكن لن تعود فكرة الجماعة صاحبة المشروع الكبير الذي تبهر به الناس أو تجعلهم يعتبرونها بديلًا صالحًا للحكم ولا حتى للمعارضة.

هل ترى أنّ جماعة الإخوان تورطت في العنف المسلح ضد الدولة؟
** هذا أمر أعلنته جبهة الإخوان الثانية بوضوح وبررته ووضعت أساسًا نظريًا له.

لماذا ترفض الجماعة حتى الآن إجراء مراجعة عملية لأفكارها، وكيف ومتى يمكنها القيام بذلك؟
** لأن طبيعة تكوينها النفسي والفكري يحول بينها وبين ذلك، فمن يرى في نفسه الحق المطلق كيف يقر بإمكانية وجود الخطأ في حقه!

مراجعات الإخوان التطرف تركيا وقطر الوثيقة

تحقيقات وتقارير