الوثيقة
الرأي الحر

هل تعلم أن حي دار السلام في زهراء مصر القديمة؟

سامي رضوان
سامي رضوان

نعم رئاسة حي دار السلام ليست في دار السلام، مثلما جامعة القاهرة في محافظة الجيزة وبرج القاهرة أيضا في محافظة الجيزة، لكن الجامعة والبرج لا يترتب على وجودهما في الجيزة أي ضرر لسكان محافظة القاهرة الذين يرون أن الأمر عادي وان اللي في جيب أهل الجيزة كأنه في جيب أهل القاهرة وفي النهاية فالعز واحد. 
اما وجود رئاسة حي دارالسلام في مصر القديمة أو خارج الكتلة السكنية للحي فهذا أمر يترتب عليه الكثير والكثير جدا ويطرح عدة تساؤلات، أولها:
هل اختيار موقع مبنى الحي في هذا المكان كان مقصودا منذ البداية؟ 
وما الذي يترتب على هذا؟ 
ما يهمنا هو السؤال الثاني؛ لأن الأول يتضمن رجما بالغيب أو بحثا في ضمائر من اختار هذا الموقع وهذا الأمر لا نجيده. 
نعود إلى السؤال الثاني:
الاجابة:
بالطبع يترتب عليه الكثير والكثير جدا جدا، أولا اختيار رئيس الحي دائما ما يكون من غير سكان الحي وبالتالي هو يأتي يوميا إلى عمله بسيارته او بالمترو الذي تقع إحدى محطاته مباشرة أمام الحي، وهي محطة الزهراء، ثم يدخل المبنى يمارس مهام وظيفته وبعد انتهاء يومه المعتاد يعود بسلامة الله إلى بيته وحضن أولاده من الطريق الذي جاء منه، وربما قضى بعض من تولوا رئاسة حي دار السلام مدتهم في هذا المنصب ولم يمروا على دار السلام أو رأوا شوارعها ومبانيها مرة واحدة، او تعاملوا مع أهلها سوى المترددين منهم على الحي لانهاء مصالحهم، ربما كان مع أحدهم خريطة لدار السلام أو بعض صور الشوارع او الرسوم الهندسية لعمارة وما يجاورها من شوارع يكون ذلك بمثابة الرافد الرئيسي لثقافة رئيس الحي عن دار السلام. 
وبالتالي فوجود حي دار السلام خارج الكتلة السكنية للمنطقة في حد ذاته يجعل من الصعب على المسؤول التنفيذي الأول عنها لا يشعر بالمعاناة التي يلاقيها الأهالي من المرور بكوبري دار السلام الذي يستغرق عبوره مدة زمنية قد تفوق مدة عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف في حرب أكتوبر عام 1973، نظرا للزحام غير المبرر لشارع عرضه يزيد على ضعف عرض شارع قصر العيني والذي ينتج عن الإشغالات التي لا تنتهي وتشكل صداعا دائما لأهالي الحي.

والحل بسيط جدا أن يكلف رئيس الحي الذي لا أعرفه ولا حتى أعرف اسمه نفسه مرة يوميا بالمرور عليه أو حتى يأخذ المترو ويركب محطة واحدة من الزهراء ليمر في الشوارع التي تصل بين محطة دار السلام وشارع الفيوم ليرى بنفسه العذاب اليومي لأهالي دار السلام.

الرأي الحر