الوثيقة
حماة الوطن: منتدى رجال الأعمال المصري الإسباني خطوة مهمة نحو شراكة اقتصادية استراتيجيةدكتورة دينا المصري تكتب: الشخصية السرابعمر الغنيمي: استراتيجية الرئيس لتوطين الصناعة انطلاقة جديدة لتعزيز الإنتاج الوطنيشراكة مصرية - صينية لإطلاق المشروع القومي للحرير الطبيعيالصافي عبد العال: الحملات الصهيونية ضد القادة العرب تعكس الضعف ولن تنال من الوحدة العربيةجامعة مطروح تثمّن مبادرة رجل الأعمال شريف حليو لدعم الطلاب«التعمير والإسكان للتطوير العقاري HDP» تشارك في النسخة الثالثة من «مدرسة السعادة»حماة الوطن: الشراكة المصرية الإسبانية دعم استراتيجي للقضية الفلسطينيةأحمد الخشن: استهداف إعلام إسرائيل لقادة العرب بحملات مشبوهة يكشف إفلاسها السياسيحماة الوطن: استمرار الاحتلال في عدوانه على غزة لن يجلب سوى العنف وعدم الاستقرارأكرم حسني وهشام ماجد ومصطفى غريب يدعمون الأسر الأولى بالرعاية خلال زيارة لمؤسسة راعي مصرسامي نصر الله: القمة العربية غيّرت الخطاب العربي وأبرزت الموقف المصري
الرأي الحر

دكتورة دينا المصري تكتب: الشخصية السراب

الكاتبة والمحررة الإعلامية الدكتورة دينا المصري
الكاتبة والمحررة الإعلامية الدكتورة دينا المصري

يظهر في حياتك كأنه بصيص من الأمل، شخصية تلمع وتجذب الأنظار من الوهلة الأولى. حضوره طاغٍ، وكلامه منمق، وكأنه كل ما كنت تحلم به؛ يتقمص دور المثالية، يمنحك شعوراً بالأمان، ويجعلك تظن أنك أخيراً وجدت الشريك المناسب أو الصديق الوفي؛ لكن، مع مرور الوقت، تبدأ تلك الصورة البراقة في التلاشي لتكشف عن فراغ تام.

شخصية "السراب" تتسلل إلى حياتك دون أن تشعر، تستولي على تفكيرك وعواطفك، وتجعلك تتعلق بصورة خيالية بناها بعناية؛ يبدو طيباً، لكنه في الواقع مؤذٍ. يجعلك تركض وراءه مثلما يركض العطشان في الصحراء خلف السراب، كلما اقتربت منه، اكتشفت أنه مجرد وهم، لا أساس له ولا وجود حقيقي.

هذه الشخصية تُتقن لعبة "القط والفأر"، فهي موجودة وغير موجودة في آن واحد. تجدها سنداً في موقف، وتختفي تماماً في مواقف أخرى. هذا التناقض يرهقك ويستنزف طاقتك، وعندما تقرر الابتعاد، يظهر من جديد بشكل مبهر ينسيك كل قراراتك؛ لا يكتفي بذلك، بل يجعلك تزداد تمسكاً به، ويقف دائماً عند عتبة الباب، لا يدخل ولا يسمح لأحد آخر بالدخول.

قد يظن البعض أن الحل الوحيد للسيطرة على هذه الشخصية هو الزواج، معتقدين أن هذا الرباط سيجعله مستقراً وحاضراً؛ لكن الحقيقة المرة هي أن الزواج بالنسبة له ليس سوى امتداد لأسلوب حياته؛ بدلاً من أن يكون شريكاً مسؤولاً، تجد نفسك تحمل كل الأعباء وحدك، وتجد نفسك مرغماً على إقناعه بأهمية وجوده بجانبك، بينما هو في الأساس قد تخلى عن دوره.

شخصية "السراب" هي رمز للوهم والخداع والتعلق بأمل كاذب؛ إنها الشخصية التي تُشعرك بأنها سندك وأمانك، لكنها تختفي فجأة أو تتغير لتكشف عن حقيقة مختلفة تماماً.

إذا كان شريك حياتك غير موجود في تفاصيل حياتك اليومية، فاعلم أنك ستحمل المسؤولية كاملة وحدك. ستكون الأب والأم والزوج وكل شيء في آن واحد؛ لذلك، اختر بعناية وتأنٍ لتجنب الندم في المستقبل.

الرأي الحر