الوثيقة
الرأي الحر

الديمقراطية المصرية

الوثيقة

ماظهر في الانتخابات البرلمانية الاخيرة من استفحال لدور المال السياسي وشراء علني للاصوات ، بالاضافهة الي التصويت للمرشحين علي اساس الانتماء العائلي والجهوي وليس علي اساس الكفاءة والنزاهة والبرنامج السياسي للمرشح
فهذا يدل علي انه لايزال امامنا وامام ممارسة ديمقراطية سليمة وصحية بون شاسع والجميع مسئولون عن ذلك فالناخب الذي يبيع صوته بالمال لايقل جرمه عن المرشح الذي اشتري صوته بالمال والناخب الذي يعطي صوته لمرشح لايصلح للبرلمان بسبب تشاركه معه في الانتماء العائلي او الجهوي لايقل جرمه عن المرشح الذي يرشح نفسه وهو غير اهل للبرلمان معتمدا علي عزوته وماله
ولكن حتي لانظلم الشعب المصري فهذه نتيجه طبيعيه لمجتمع مازال جزء كبير منه يعيش في اميه وفقر حتي متعلميه غالبيتهم الساحقه يفتقرون الي ادني درجه من الوعي والثقافه السياسيه والمجتمعيه فلابد ان تكون نتيجة تطبيق الديمقراطيه عنده سلبيه جدا والتاريخ يشهد علي ذلك
فعندما قامت الثوره الفرنسيه في اواخر القرن السابع عشر من اجل اقرار نظام ديمقراطي في فرنسا وكانت ظروف الشعب الفرنسي مشابهه لظروف الشعب المصري حاليا فشلت التجربه وعانت فرنسا من الاضطراب السياسي والتخبط والسيوله السياسيه حتي اوائل القرن العشرين عندما وصل الشعب الفرنسي الي مستوي مناسب من التطور العلمي والاقتصادي والوعي السياسي ساعتها فقط نجحت التجربه الديمقراطيه الفرنسيه وبدءت تؤتي اكلها ووصلت فرنسا بفضلها الي ماهي فيه الان
وعندما فرض المنتصرون في الحرب العالمية الأولى علي المانيا تطبيق نظام ديمقراطي في وقت لم يكن ايضا الشعب الالماني مؤهل لذلك نجم عن هذه التجربه وصول هتلر والنازيين الي الحكم فرضوا نظام ديكتاتوري دموي علي المانيا وتسببوا في اكبر كارثه عرفتها البشريه علي مدار عصورها وهي الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها اكثر من خمسين مليون انسان
واسبانيا ايضا عندما طبقت نظام ديمقراطي وشعبها علي نفس المنوال نجم عن ذلك فترة اضطرابات سياسيه وعدم استقرار ادت الي حرب اهليه مدمره راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف اسباني ونجم عنها نظام فرانكو الديكتاتوري الفاشي الذي حكم اسبانيا بالحديد والنار لحوالي اربعين عام
امه بالنسبه للهند التي يتشدق الكثيرين بها كدليل علي نجاح التجربه الديمقراطيه مع شعوب العالم الثالث فتجربتها اكبر دليل علي فشل هذه التجربه فالحزب الذي يفوز بااغلب الاستحقاقات الانتخابيه في الهند منذ استقلالها هو حزب بهارتا اجاثا وهو حزب هندوسي متطرف نسبه كبيره من قياداته من الفاسدين والمتطرفين ودائما وهو في السلطه بيسبب اضطرابات واحتقانات في الهند بسبب سياساته العنصريه ضد الاقليات الدينيه في المجتمع الهندي المتعدد الديانات والاعراق ورغم ذلك بيصل دائما للسلطه بااصوات الاغلبيه الهندوسيه في الهند
وايضا ماذا قدمته هذه الديمقراطيه المزعومه للهند وهي تطبق فيها منذ استقلالها منذ عام ٤٧ ورغم ذلك مازال مايقرب من نصف سكان الهند لايوجد في منازلهم دورات مياه ولاتزال نسب الفقر والاميه فيها من اعلي النسب علي مستوي العالم وايضا زواج الاطفال والتجاره بالبشر والفساد مستشري فيها لاقصي درجه
ومن هنا يتضح ان تطبيق ديمقراطيه حقيقيه في اي بلد في العالم وليس مصر فقط وشعبها غير مؤهل لها فلابد ان تكون النتيجه سلبيه
فالله سبحانه وتعالي خلق الكون كله علي نسق واحد فكما في العالم المادي اصغر وحده فيه وهي الذره عباره عن نواه ثابته تدور حولها الكترونات في مسارات محدده تشابه اكبر وحده فيه وهي المجموعه الشمسيه التي تتكون من شمس ثابته تدور حولها مجموعة كواكب في مسارات محدده
كذلك في الجانب الاجتماعي من الكون فالانسان يكون في بداية حياته في طور الطفوله لايمتلك الوعي الكافي والعقليه ليكون مسئول عن تصرفاته وسيد قراره ويحب ان يكون هناك سلطه ابويه عليه توجهه حتي يصل الي درجة النضج التي يكون معها مؤهل لان يصبح سيد قراره ويتحرر من اي سلطه ابويه عليه
واذا منحه ابويه حريته الكامله قبل بلوغه سن الرشد فسيكون لذلك نتائج سلبيه وخيمه عليه وعلي من حوله.
لذلك الشعوب لو منحت حريتها كامله قبل وصولها الي درجة النضج الكافي فسيكون لذلك نتائج سلبيه وخيمه
لذلك يجب ان تكون الاولويه الان للسعي الي رفع المستوي العلمي والثقافي والحضاري والمادي للشعب المصري وزيادة الوعي الديني والسياسي لديه ساعتها سيمكن تطبيق ديمقراطيه سليمه وستأتي تلقائيا

الديمقراطية مصر فرنسا الثورة الفرنسية

الرأي الحر