الوثيقة
الرأي الحر

أبي أحمد وبن جوريون

الوثيقة

لنفهم مايقوم به رئيس الوزراء الاثيوبي بخصوص سد النهضه اعتقد علينا ان نسترجع قصه قديمه ونسقطها علي مايقوم به وهي انه بعد اعلان قيام اسرائيل وانتصارها في حرب ٤٨ اقترح بعض الساسه الاسرائيليين علي بن جوريون وكان داهيه كبير مؤسس الدوله باانه مادامت اسرائيل انتصرت في حرب ٤٨ فرضت وجودها واصبحت امر واقع فلايوجد
مانع من الدخول في مفاوضات مع العرب من اجل اقرار سلام دائم معهم
فاانفعل عليهم بن جوريون واتهمهم بالغباء وقال لهم ان المجتمع الاسرائيلي المكون من مهاجرين من اكثر من مائة دوله كل منهم جاء اسرائيل متأثرا بثقافة البلد التي جاء منها ومايوجد بينهم من اختلافات ثقافيه وعرقيه ودينيه وسياسيه نتيجة ذلك محتاجين الي قضيه وطنيه توحدهم حتي ينسوا اختلافاتهم هذه وان الصراع العربي الاسرائيلي هي القضيه الوطنيه الانسب لتوحيد الاسرائيليين وراءها وانه اذا لم توجد القضيه الوطنيه التي توحدهم فسوف تطفوا اختلافاتهم علي السطح وتشتعل الصراعات الداخليه بينهم وتنهار اسرائيل من الداخل
ولو ربطنا هذا الكلام بما يقوم به ابي احمد من افتعال مشاكل حول سد النهضه وتصوير ذلك للاثيوبيين علي انه قضيه وطنيه وان مصر تسعي لفرض هيمنتها علي ارادة الاثيوبيين وترديد شعارات من نوعية ان سد النهضه وحد كل الشعوب الاثيوبيه وانه قضية كرامه وطنيه وانه المشروع الذي سينقذ الاثيوبيين من الفقر ويتعمد كل فتره استفزاز مصر بتصرف جديد لاشعال مشاكل معها واشعار الاثيوبيين بوجود صراع مصري اثيوبي وترصد مصري لاثيوبيا
ونجد ان كل هذا يفعله في الوقت الي زادت فيه الاضطرابات العرقيه بين القوميات الاثيوبيه المختلفه التي يبلغ عددها ٨٠ قوميه وزاد السخط الشعبي عليه بسبب فشله في تحقيق وعوده للاثيوبيين
خاصة ان سبب سقوط سلفه ديسالين هو فشله في احتواء الصراعات العرقيه في اثيوبيا
رغم انه مشروع فاشل فقد تأكد ان انتاجه من الكهرباء اقل من ٢٠٠٠ ميجا وات وليس ٦٠٠٠ ميجا وات وحتي لو انتج هذه الكميه فهي ليست كميه كبيره فمصر مثلا تنتج اكثر من ٤٤٠٠٠ ميجا وات فهل اثيوبيا التي عدد سكانها مقارب لعدد سكان مصر ويعيش ٨٠ ٪ من شعبها دون كهرباء ٦٠٠٠ ميجا وات ستغطي الفارق الشاسع بين حاجة سكانها وانتاجها من الكهرباء بل وسيقضي علي الفقر فيها من ايرادات تصدير كهرباء السد الي الدول المجاوره كما يوهم الساسه الاثيوبيين شعبهم
وايضا لاتستطيع اثيوبيا استغلال السد في التحكم بماء النيل وفرض ارادتها علي دولتي المصب مصر والسودان لانه اذا حجز السد كميه من المياه اكثر من طاقته ولم يصرفها في مجري النيل امامه فسيغرق الاراضي الاثيوبيه القريبه منه وسينهار لامحاله
وايضا اثيوبيا دوله ضعيفه وفقيره ذات مجتمع مهترئ مزقته الحروب الاهليه والصراعات الطائفيه طوال تاريخه مما يجعلها اضعف من تنفيذ مثل هذه السياسه
وابي احمد يعرف ذلك جيدا
فكما هو واضح فاان افتعال ابي احمد لمشكلة سد النهضه الهدف منه هو تنويم الشعب الاثيوبي مغناطيسيا والهائه عن مشاكله الداخليه فقط والقضيه كلها زوبعه في فنجان

بن جوريون سد النهضة أبي أحمد الوثيقة

الرأي الحر