الوثيقة
تحقيقات وتقارير

فرنسا وروسيا وجهًا لوجه: تصريحات ساخنة وأجواء ملتهبة هل نقترب من حرب جديدة؟

بوتن وماكرون
بوتن وماكرون

مع اقتراب العد التنازلي على انتهاء عام 2025، تتصاعد التكهنات حول احتمال تدخل فرنسا عسكريًا في مواجهة روسيا، وسط تصريحات رسمية وتحذيرات استخباراتية، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد باريس لأي مواجهة محتملة.

تحذيرات فرنسية من تصعيد روسي

حذر الجنرال فابيان ماندون، القائد الأعلى للقوات المسلحة الفرنسية، خلال جلسة للجنة الدفاع في الجمعية الوطنية، من أن فرنسا يجب أن تكون “مستعدة لصدمه مع روسيا خلال 3 أو 4 سنوات” إذا استمرت موسكو في تصعيدها، بحسب وكالة RMC BFM TV. وذكر ماندون أن إعادة التسليح وتعزيز جاهزية الجيش الفرنسي أصبحت أولوية وطنية (وبحسب موقع Aleteia.fr).

وأكد ماندون في تصريح آخر نقلته قناة TF1: مشيرًا إلى أن التهديد الروسي ملموس ويجب التعامل معه بجدية.

استعداد مدني وعسكري

وفي جانب التحضيرات المدنية، كشف تقرير نشرته Euronews عن إعداد الحكومة الفرنسية “خطط طوارئ” في مجال الصحة العامة لاستقبال أعداد كبيرة من الضحايا العسكريين في حال وقوع صدام، بينما أورد موقع Eurasia.ro أن وزارة الصحة الفرنسية أعدت مرافق طبية قرب محطات النقل الرئيسة لإيواء الجنود المصابين.

تهديد روسي مباشر

من الجانب الروسي، أشارت تحليلات Mediapart إلى أن موسكو تعتبر فرنسا “عدوّها الرئيسي في أوروبا”، وهو ما أكدته وثائق رسمية للبرلمان الفرنسي. وذكرت صحيفة Europe1 أن فرنسا تواجه تحديات لوجستية إذا أرادت خوض مواجهة مباشرة، لكنها تعمل على تعزيز قدراتها العسكرية استعدادًا لأي سيناريو محتمل.

الإجراءات الأمنية الداخلية

أكد المدير العام للدرك الفرنسي، هوبير بونو، إمكانية تهديد روسي مباشر داخل فرنسا، بما في ذلك التجسس والهجمات الهجينة، بحسب تقرير نشرته La Dépêche. كما أوردت صحيفة لو موند أن السلطات الفرنسية رفضت مئات طلبات التأشيرات من مواطنين روس مشتبه في صلتهم بأنشطة استخباراتية، كجزء من جهود منع “الاختراق الروسي”.

رسائل دبلوماسية

رغم التوترات، يواصل الرئيس إيمانويل ماكرون العمل على مسار دبلوماسي، بحسب تقرير نشرته صحيفة Le Figaro، مؤكداً على ضرورة تعهدات واضحة من روسيا لتحقيق سلام مستدام، فيما لوحت باريس بعقوبات إضافية على موسكو في حال رفضت وقف إطلاق النار، وفق ما ذكرت رويترز.

التهديد الفضائي والهجومي

وحذّر قائد الفضاء العسكري الفرنسي من نشاط عدائي روسي متزايد في الفضاء يشمل تشويش الأقمار الصناعية وهجمات ليزر، بحسب تقرير رويترز، ما يزيد من تعقيد طبيعة أي مواجهة محتملة بين باريس وموسكو.

السيناريوهات المستقبلية

يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات محتملة:

- تصعيد محدود مع ردع مشدّد: تعزيز القدرات العسكرية والدبلوماسية دون الدخول في صراع ميداني مباشر.

- صدام عسكري ميداني: نشر قوات فرنسية لدعم أوكرانيا أو الرد على تهديد روسي مباشر.

- حرب هجينة طويلة الأمد: مواجهة روسية-فرنسية تشمل الإعلام، الفضاء، الاقتصاد، والتجسس، مع استخدام فرنسا أدوات الردع والعقوبات.

وفق تصريحات كبار الضباط الفرنسيين وتحضيرات الحكومة، هناك استعداد دفاعي ملموس أمام تهديد روسي متزايد. وذكرت وكالة رويترز ولوموند أن فرنسا ترى في موسكو خصمًا استراتيجيًا، لكنها توازن بين رسائل السلام والتحضير العسكري، مع احتمالية حدوث تصعيد محدود أو مواجهة هجينة على المدى المتوسط.

ماكرون بوتن روسيا فرنسا اوروبا الحرب الوثيقة

تحقيقات وتقارير